المؤتمرات والحلقات الدراسية



المؤتمرات والحلقات الدراسية


سلسلة ندوات رسائل النور بالهند: في فبرائر – شباط


دأبت مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم تقريبا كل سنة على تنظيم ندوات ومؤتمرات حول رسائل النور في داخل تركيا وخارجها، ومن بين هذه الدول التي تنظم بها الندوات بشكل مستمر دولة الهند التي انعقدت بها هذه السنة سلسلة من الندوات في أربع جامعات مختلفة من الهند وذلك في شباط – فبراير 2014 حول رسائل النور باتفاق بين مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم والجامعات الهندية التي احتضنت تلك الندوات وانعقدت بها حلقات نقاش واجتماعات مكثفة تخص مواضيع مهمة من الرسائل، ولقد شهدت الهند في السنوات الأخيرة عدة ندوات حضرها كبار علماء الهند، فقد قال سعيد النورسي: "لو كان أحمد الفاروقي السرهندي الإمام الرباني حيا في زماني ودعاني لزيارته إلى الهند لذهبت إليه وزرته رغم ما أعانيه من متاعب ورغم كل المصاعب التي قد ترافق ذلك السفر..."


اجتماع حول دراسات النورسي بالجامعة الملية الإسلامية في 10 شباط – يناير 2014:


تعتبر الجامعة الملية الإسلامية من أكبر الجامعات في الهند وقد نظمت بها في السنة الماضية الندوة الدولية حول بديع الزمان سعيد النورسي تحت عنوان: "دراسات في رسائل النور"، وقد شارك في الندوة عدة أساتذة قدموا من دول مختلفة مثل تركيا، الأردن، العراق، الجزائر، ماليزيا، الولايات المتحدة الأمريكية والهند، كما تمت مناقشة إمكانية عمل مشترك بين الجامعة المذكورة ومؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم فيما يخص تنظيم الندوات والتنسيق في دراسات رسائل النور، وقد شارك في هذه الندوة طالب سعيد النورسي ورئيس مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم الأخ فرنجي ومترجم رسائل النور للغة العربية الأستاذ إحسان قاسم الصالحي ومدير المؤسسة أ.د. فارس قايا والأستاذ علي قاطي ئوز وهو واحد من أشهر علماء تركيا والدكتور إسحاق ئوزكيل من الهيئة التنفيذية للمؤسسة والأخ جميل شانلي، وقد شارك من الجزائر أ.د. عمار جيدل أستاذ العقيدة بجامعة الجزائر ورئيس تحرير مجلة النور للدراسات الحضارية والفكرية، و أ.د. عشراتي سليمان، أما من الأردن فقد شارك د. مأمون فريز جرار، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من العلماء الأفاضل والأساتذة الكبار قدموا من مختلف أنحاء العالم، كما قام بعض طلاب الجامعة الملية الإسلامية الذين يحضرون أطروحات الماجستير والدكتوراه حول رسائل النور بتقديم مداخلاتهم في الندوة، وقد حضرت وسائل الإعلام الوطنية المكتوبة والمرئية لهذه الندوة أيضا.


ندوة رسائل النور الدولية بجامعة عليكره الإسلامي في 11– 13 شباط / فبراير 2014


باشتراك بين جامعة علي كره مسلم ومؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم تم تنظيم الندوة الدولية الثالثة لبديع الزمان سعيد النورسي وكان موضوعها تحت عنوان: "العلم، الإيمان والأخلاق من منظور رسائل النور"، وقد استمرت لمدة ثلاثة أيام وتمت فيها معالجة علمية ومناقشة أكاديمية لمجموعة من المواضيع المبثوثة في رسائل النور وكلها تنطوي تحت موضوع العلم والأخلاق والإيمان في الرسائل، وقد استئنفت مجريات هذه الندوة بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بعدها أخذ الكلمة عميد كلية العلوم الإجتماعية د. عبيد الله فهد الذي تحدث عن زيارته لتركيا قبل ثمان سنوات ورؤيته لأحوال الإسلام والمسلمين وأنها لازالت بخير وذكر أنه قد فهم فيما بعد أن الفضل يعود لحركة النور التي ساهمت في إنقاذ الإيمان والقرآن والتي أخذت مشعل الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله، ثم تلاه العالم الهندي سلمان حسين الندوي، أعقبه عضو هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة د. أسماء كاظمي الذي أهدى للأستاذ محمد فرنجي تصويرا جميلا: "بورتريه"، وبعده أخذ الكلمة طالب الأستاذ النورسي الأخ محمد فرنجي وتحدث بعده أ.د. فارس قايا وتلاه الأستاذ إحسان قاسم الصالحي وبعد ذلك تحدث أ.د. عمار جيدل من الجزائر.


وفي النهاية تم توزيع الجوائز والهدايا والصور التذكاريةعلى المشاركين الذين شاركوا في فعاليات الندوة بعد ذلك نظمت جوقة الجامعة حفلا موسيقيا استمع فيه المشاركون لبعض الأناشيد.


استمرت الندوة العلمية في جامعة علي كره ثلاثة أيام في قاعتين مستقلتين: قاعة أجريت فيها المداخلات العربية وقاعة أخرى قدمت فيها المداخلات باللغة الإنجليزية، وقد شارك في هذه الندوة حوالي 105 من المتدخلين منهم خمسون أستاذا من جامعة علي كره و 45 أستاذا قدموا من جامعات هندية مختلفة وعشرة أساتذة من خارج الهند، بعد ذلك تم اختتام الندوة.


مؤتمر فهم النورسي بجامعة جواهر لال نهرو في 14 شباط / فبراير 2014:


عقدت جامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي باشتراك مع مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم المؤتمر الدولي تحت عنوان: "فهم وإدراك رسائل النور وبديع الزمان"، وقد حضر هذا المؤتمر كل من د. مجيب الرحمن الذي ألقى كلمة الافتتاح عقبه أ.د. أسلم إصلاحي من الهند بلكمة شكر وترحيب وقد قام أيضا بإدارة مداخلات الجلسة العلمية، بعد ذلك تم تقديم شريط سينمائي قصير يحكي حياة الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، أعقب ذلك د. فرقان أيدن ار من المملكة العربية السعودية وقد ألقى بحثه باللغة الإنجليزية وكان حول المشاريع التعليمية لبديع الزمان ومدى تأثير هذه الحلول على المجتمع والإنسانية، ثم انتقل إلى الحديث عن مناهج القرآن الكريم وأساليبه في الاقناع وأن الدين والعلم جناحان بهما يتحقق رقي الأمة الإسلامية وأنهما يلتقيان أكثر مما يفترقان، ثم أعقبه د. ئوزكور كوجا وهو من جامعة بالولايات المتحدة الأمريكية وقدم بحثه حول موضوع حساس يتعلق بالحياة الاجتماعية أي المشاكل التي يتخبط فيها المجتمع ونظرة النورسي وتقديمه الحلول الملائمة والملموسة، ثم أخذ الكلمة د. خلدون صبح من جامعة جواهر لال نهرو الذي تحدث عن كيفية فهمنا للنورسي في هذا العصر الحديث مؤكدا على الإسلام التقليدي السائد والمنتشر في كل مكان من أنحاء العالم الإسلامي. بعد انتهاء المداخلات تم الانتقال مباشرة إلى شق الأجوبة على أسئلة الحاضرين، وكانت الأسئلة بما يتوافق مع مداخلات الندوة تنبئ عن الفهم الدقيق والاستيعاب العميق لمداخلات الأساتذة، كما تشير إلى تناول البحوث مواضيع في الصميم وكذا تجاوب جمهور الأساتذة وطلاب الدكتوراه والماجستير معها بشكل جيد، فقد طرحت أسئلة فيما يخص وجوب تعميم أفكار النورسي في أرجاء العالم الإسلامي لكي تتم الاستفادة منها بشكل جيد كما تم التركيز على وجوب فهم أفكار النورسي في جل مجالاتها الحيوية وتم التنبيه إلى ضرورة عقد لقاءات أخرى لتعميق النقاش حولها كما تم التطرق إلى مسألة تدريس هذه الأفكار في المعاهد والكليات وأن يعطى لها الوقت الكافي والجهد اللازم لتعم سائر الأرجاء حتى يتمكن الشباب من الاستفادة منها، بعد انتهاء النقاش أعلن عن اختتام الندوة من قبل رئيس الجلسة أ.د. أسلم إصلاحي وبعدها مباشرة تم إهداء جميع المتدخلين لوحات تذكارية "بلاكيت" تكريما لهم على مجهوداتهم الفكرية، وفي النهاية قام الأستاذ أحمد أيكان من مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم بكلمة شكر وتقدير باسم المؤسسة إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في تنظيم هذه الندوة العلمية وإلى كافة الأساتذة والمشاركين، وقد صاحب الندوة معرض للكتاب احتوى كليات رسائل النور بكل من اللغة العربية والإنجليزية والتركية كما تضمن المعرض الكتب المؤلفة حول حياة بديع الزمان الفكرية وكتبا أخرى عن حياته بلغات متعددة.


ندوة العلماء الإسلامية العالمية بجامعة دار العلوم لكناو في 14 -15 شباط / فبراير


تعتبر جامعة دار العلوم من أكبر الجامعات في الهند من حيث عدد الطلاب الذين ينتمون إليها وكذا من حيث الكليات والفروع المنبثقة عنها، ففي هذه الجامعة وباشتراك معها عقدت مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم ندوة علمية استغرقت يومين حول موضوع: "..." وقد تم عقد اجتماع خاص لمدارسة مشروع تدريس رسائل النور في هذه الجامعة ثم أعقب ذلك الندوة العلمية التي شارك فيها أجلة من الأساتذة المتخصصين في فكر بديع الزمان سعيد النورسي من مختلف ربوع العالم، وبهذا فقد تحقق قول الأستاذ سعيد النورسي رحمه الله حينما قال: "وهاهو الهندي الابن الكفوء.." الذي يعني الذكي والثاقب وذا الكفاءة لتحمل الأعباء للقيام بأعمال تدل على إخلاصه في خدمته للإسلام، وطبعا الخدمات هي وظيفته والنتائج لا دخل له فيها فهي لله، فهو مجبر على القيام بوظيفته فحسب ولا يأبه للنتائج وهذا من مظاهر الإخلاص.


* * *


ندوة إحياء الحضارة في ضوء رسائل النور
في إندونيسيا / نيسان – أبريل


عقدت مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم بمدينة جاكارتا ندوة علمية دولية حول موضوع: "إحياء الحضارة في ضوء رسائل النور"، وقد تمت مناقشة مواضيع عدة في هذا الصدد منها على سبيل المثال الخدمات التي قام بها سعيد النورسي والرسالة التي أداها في خدمة الإيمان والقرآن كما تم التطرق إلى استمراريتها والشكل الذي يمكن أن تأخذه في سائر بقاع العالم، أي في تفاصيل هذه الخدمات وإنزالها على واقع آخر غير الواقع الذي نبتت فيه.


انعقدت فعاليات هذه الندوة في جامعة أكبر دولة إسلامية وذلك بالعاصمة جاكارتا بالجامعة الإسلامية شريف هداية الله، وقد تابع مجموعة من الأساتذة والعلماء قدموا من دول مختلفة من العالم. وفي الافتتاح تحدثت عضو هيئة التدريس بنفس الجامعة دة. بطانيا مفلح وقد تحدثت عن أن النورسي جعل من الحقائق الإيمانية أساسا بثها في سائر مؤلفاته ومن هذه الحقيقة الكبرى انطلق وهي هدفه ألا وهي إنقاذ الإيمان مما قد يلحقه من الذل والهوان، وقد أنار الطريق للعديد من الشباب في تلك الفترة ولازالت مؤلفاته الإيمانية تنقذ الناس من ضعف الإيمان وقلة اليقين ليس في تركيا وحدها فحسب بل وفي كل أنحاء العالم، ليس لشيء إلا لأنها انطلقت من أهم موضوع في حياة الفرد والمجتمع وناقشت نقطا حساسة تهم كل الفئات العمرية والاجتماعية كالشباب والشيوخ والنساء وكذا الأغنياء والفقراء... وبذلك أنارت الطريق وأضاءتها لكافة المجتمع.


أوضحت دة. مفلح في مداخلتها أوضاع العالم الإسلامي وأنه منذ بداية القرن التاسع عشر صار هناك ابتعاد أكثر عن الحقائق الدينية نتيجة تطور التكنلوجيا والعلم والمعرفة، لكن رسائل النور وبسبب الحقائق الإيمانية التي ركزت عليها أصبح هناك ارتباط أكثر بالدين والإيمان، يعني أنها منعت من الابتعاد عن الدين وذلك بفضل ما تحتويه من مواضيع حساسة بحيث تناقش أمور الآخرة والإيمان، فكانت بمثابة سد منيع ضد الإلحاد والطغيان وكسرت ظهر الزندقة والكفر، وأنقذت مئات الآلاف من الشباب، فلقد استعمل الأستاذ النورسي أسلوبا بارعا لصد الأفكار الملحدة المتفشية في عصره وإقناع طلابه وكل من يقرأ رسائل النور. ويمكن أن نقول إن النورسي كسب من تقنيات التواصل ما مكنه من جلب قلوب الآخرين وجذبهم إليه قلبا وفكرا فكان بذلك إنقاذهم من مهاوي الضلال، فأنجد بحقائق الإيمان مجتمعا بكامله، لذلك يمكن اعتبار رسائل النور مؤلفا نقتاد به عصرنا هذا لنصد به هجوم الملاحدة وأفكار الطواغيت، فرسائل النور إذن تتحدى بأسلوبها مفكري هذا العصر الذين يخالفون عن أمر الله.


وفي مداخلته القيمة أبلى أ.د. سيد محمد محسن من جامعة العالمية الإسلامية بلاء حسنا إذ تحدث عن الدور الذي لعبته ولازالت تلعبه رسائل النور في وحدة المجتمع التركي خصوصا والمجتمع الإسلامي بشكل عام، وهو ما أسماه بالتكامل الاجتماعي، حيث ساهم الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي في انسجام وتوحد الأمة على كلمة سواء ومنعها من الاختلاف بوضع إبهامه على موطن الجرح وذكر مجموعة من الأفكار البناءة التي تهدف لها الرسائل وذكر المقومات التي من شأنها الرفع من مستوى الفرد والأمة وكلها على ضوء رسائل النور، وقد أوفى الدكتور في تحليله للعلاقة السائدة بين ازدهار المجتمع وأفكار بديع الزمان الحية التي سرت ومازالت تسري فيه، مقتفيا في ذلك آثار العلماء الأجلة رحمهم الله.


لقد أثبتت ندوة أندونيسيا هذه جدارة كبيرة حيث إنه ومنذ ما يقرب من 15 سنة توطدت علاقة مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم مع هذه الجامعة وذلك بفضل الاتفاقيات التي تم عقدها بعد الزيارة الميمونة لطالب النور المرحوم مصطفى صونغور لهذه الديار حيث تم الاتفاق على الاشتراك والتعاون بين المؤسستين في مختلف المجالات وخاصة المجال العلمي الذي يهم تنظيم الندوات والمؤتمرات وزيارة طلاب الدكتوراه والماجستير للمؤسسة لأجل الاستفادة أكثر من تراث الأستاذ النورسي، فكانت هذه الندوة بمثابة تتويج لتلك العلاقة الحميمية والصداقة الدائمة وذلك من خلال إنجاز مجموعة من المشاريع عادت كلها بالخير على كل من طلاب الجامعة وخدمات رسائل النور والحمد لله، فأثمرت الزيارات العلمية والثقافية والفكرية المتبادلة وكان لها نتائج مبهرة أيضا، كما تم الاتفاق على تدريس كليات رسائل النور في كلية الشريعة بالجامعة وذلك بإحداث كرسي علمي خاص في هذا الصدد.


* * *


الندوة العلمية الدولية بمدينة فاس بالمغرب حول موضوع: "الأسرة والمجتمع في فكر بديع الزمان النورسي"


عقدت هذه الندوة العلمية الدولية جامعة القرويين بفاس المغرب وذلك بتاريخ السبت 31 ماي والأحد 01 يونيو 2014 وذلك بحضور مجموعة من الأساتذة الأفاضل، حيث عالجت الموضوع من زوايا متعددة، واستهلت الجلسات بقراءة عطرة من القران الكريم وأعقبها الأستاذ الدكتور محمد الروكي رئيس الجامعة بكلمته القيمة فقال:


"إن بديع الزمان سعيد النورسي هو منحة الله الربانية وعطيته النورانية، جدد الفكر وصحح المفاهيم، وأيقظ المشاعر، وأحيى في الناس حديث القلب والروح، وثوّر فيهم خطاب القرآن وربطهم بمعانيه وأخلاقه وهديه ومنهاجه، ونفع الله به خلقا كثيرا، ومازالوا ينتفعون بفكره وثقافته إلى الآن.


إن بديع الزمان النورسي من أئمة الإصلاح في العصر الحديث، ويعتبر تراثه الفكري المودع في رسائل النور ولواحقها وتوابعها مادة خصبة وزادا مشبعا في تربية الأفراد والجماعات وحملهم على القيم الإسلامية والأخذ بأيديهم إلى التي هي أقوم وأرشد في بناء الإنسان السوي وصياغة المجتمع الراشد القوي.


إن فكر بديع الزمان النورسي هو فكر نوراني مستمر كله من القرآن الكريم، وهو فكر واسع يستوعب الحياة كلها بجميع مجالاتها ومراحلها ومحطاتها، وما من جانب من هذه الجوانب إلا وكتب فيه ما يشفي الغليل، ببصيرة نيرة وحكمة بالغة وعبرة عميقة، وفكرة دقيقة، كلامه يطرق الآذان ويدخل القلوب بغير استئذان... فهو جدير بالدراسة وحري بالبحث والتنقيب في مناجمه، والتنقيب عن دقائقه وكنوزه، وقد قامت جهات متعددة برصد جوانب من فكره ودراستها والبحث فيها من خلال ندوات ومؤتمرات وملتقيات سلطت الأضواء على تراثه العلمي والثقافي من خلال مؤلفاته ورسائله واستخراج ما فيها من القيم التربوية والحقائق العلمية والنظريات الإصلاحية والمناهج الفكرية والثقافية، ومع ذلك مازالت رسائله في حاجة إلى مزيد من الاستكشاف والاستنباط، ولأجل ذلك نظمت جامعة القرويين ندوتها الدولية في موضوع: "الأسرة والمجتمع في فكر بديع الزمان سعيد النورسي"، وهو اختيار قائم على جملة من أسس ومسوغات يمكن تلخيصها فيما يأتي:


1- أن بديع الزمان النورسي رجل رباني، وفكره قرآني نوراني، فهو جدير بالاقتباس منه والاستفادة منه.


2- وأن رسائل النور سجل حافل بالتجارب الراشدة والخبرات الرائدة والأفكار القاصدة، فقد أودع فيها بديع الزمان النورسي عصارة فكره وخلاصة تجربة حياته ولباب آرائه واجتهاداته، وحصيلة عمره الذي أفناه في قراءة الكتاب المسطور والكتاب المنظور، فهي جديرة بالاسترشاد، حرية بالاستبصار وللاستعانة بها في وضع اليد على الأجوبة الشافية لأسئلة العقل والقلب والروح.


3- كما أن سيرة بديع الزمان النورسي وما تميزت به من جهاد وصبر وتحمل، وما دلت عليه من صدق وإخلاص ورشد وحكمة وعفة وشهامة وعزة نفس وعلو همة ونظر بعيد سديد، وغير ذلك مما يجعل هذه السيرة الحافلة بالأمجاد جديرة بأن يبحث في فكر صاحبها ويقتدى بمنهاجها ويحتذى على منوالها ولا سيما في زمن الفتنة والفراغ الروحي.


4- وأن مدرسة بديع الزمان النورسي البينة بأصولها وقواعدها، ومنهاجها وأسسها القائمة على ما تركه مؤسسها من الكتب والرجال، فهي أيضا قد بلغت من المستوى العلمي والثقافي والتربوي ما يحمل العقلاء على الاهتمام بها والإقبال عليها بالدراسة والبحث واستخلاص ما ينفع الناس ويفيد العباد.


5- كما أن استمرار مدرسته وامتدادها واستمرار أفكاره وآرائه من خلال ذلك، وفي ذلك على جدارتها بصرف الجهود والطاقات للبحث العلمي فيها.


6- وأن استمرار خلائف النورسي وتلامذته وأتباعه الذين واصلوا المسيرة بإخلاص وحافظوا على المدرسة النورية الأم، ورسخوا جذورها وفرعوا فروعها ومدوا أغصانها مما يدل على نفاسة ما تركه الرجل وغزارة ما ورثه.


7- كما أن حاجة واقعنا المعاصر إلى الاقتباس من مثل هذا الرجل الرباني القرآني، فما أكثر ما يعرفه واقعنا المعاصر من الفتن والمحن والمشاكل والأزمات والويلات بسبب ما يعانيه من فقر مدقع في رصيده الإيماني والخلقي، وضحالة ما عنده من الزاد التربوي الذي يحتاجه في طريقه ومسيره في الحياة وفي فكر النورسي ورسائله غنية وكفاية. وفي مدرسته ومنهاجه ما يحقق هذه الغاية.


8- كما أن قلة المادة العلمية في موضوع الأسرة عند النورسي ولعل ذلك يرجع إلى أنه عاش طول حياته عزبا، فلم يعش آراءه وأفكاره في الأسرة والعلاقة الزوجية معاني الأبوة والأمومة والبنوة، وإن كان ذلك في غالب أمره مجرد إشارات مبثوثة في رسائله ومؤلفاته، لكن اللبيب يستطيع أن يستنطق هذه الإشارات يقرأ فيها ما وراء السطور.


9- كما أن مكانة الأسرة وأهميتها في الحياة والحاجة إلى منهاج بنائها...


10- كما أن أهمية المجتمع والحاجة إلى الوعي بصياغته الصياغة المحكمة المتينة.


لأجل هذه الاعتبارات ذات القيمة العلمية والفكرية والتربوية، ولأجل هذه الخصائص والمميزات التي تطبع فكر بديع الزمان النورسي نظمت رئاسة جامعة القرويين بفاس هذه الندوة العلمية في هذا الموضوع الذي نعلم أن مادته العلمية قليلة ولكننا نعلم أيضا أنه من خلال بحوث هذه الندوة ومن خلال ما سيقوم فيها من الدراسات والمناقشات نعلم أنه من خلال ذلك ستقدم رؤية واضحة عن آراء النورسي وأفكاره واجتهاداته في الأسرة والمجتمع وأن أعمال هذه الندوة ستغني هذه الزاوية من زوايا فكر النورسي، فهي أعمال متكاملة، وبحوث متناسقة، اهتم بعضها بدراسة المفاهيم والمصطلحات والأسس النظرية العامة للأسرة والمجتمع عند النورسي، واتجه بعضها إلى إبراز مقومات بناء الأسرة عند النورسي والكشف عن رؤيته النورانية وتصوره القرآني حولها، وما يتصل بذلك من علاقة الزوجين داخل منظومة الأسرة وعلاقة الأولاد بهما. واتجه بعضها إلى تعميق النظر في موقع الأسرة في المجتمع وعلاقة بعضها ببعض، وما يتبع ذلك من أسس البناء وقواعد الإصلاح. وغير ذلك مما يسهم في تجلية موضوع الأسرة والمجتمع في فكر بديع الزمان النورسي وفي تراثه ورسائله ومؤلفاته. فما أحوج الأسر والبيوتات، والأفراد والجماعات، إلى التشبع بمثل آراء النورسي وفهومه لتصحيح البناء وترشيد المسير.


إننا نأمل من هذه الندوة أن تكون نفسا جديدا من أنفاس الفكر التربوي الراشد، وشرحا جديدا من شروح رسائل النور يتسم بالجدة والابتكار والدقة والإبداع، وبعد النظر وعمق الاستنباط وتحديث القراءة وتحيين تنزيلها، فلا يعرف قيمة رسائل النور إلا من ذاق حلاوتها، ولا يدرك مكانتها إلا من ارتقى إلى مقامها، إنها رسائل فعلا للفرد والأسرة والمجتمع، ونور فعلا لمن كان يبحث عن النور ويريد أن يقتبس منه، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.


وفي ختام هذه الكلمة نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الأساتذة والباحثين الذين أسهموا في هذه الندوة المباركة ببحوثهم وقراءاتهم ودراساتهم وما ستفضي إليه من مناقشات ومباحثات وأجزل الشكر لكل الذين تجشموا مشاق السفر وتحملوا وعثاءه للمشاركة في هذا العرس العلمي البهيج. ومن باب عطف الخاص على العام أتقدم بوافر الشكر والثناء وصادق الود وخلاص الدعاء لضيوفنا الأعزاء وأحبابنا الأجلاء الذين شرفوا هذا الملتقى بحضورهم من أرض تركيا الشقيقة، منبت بديع الزمان ومنبع فيوضاته ومطلع أنواره، من بلد رسائل النور ومعهدها ومحضنها الأول، وفيهم من استنار بصحبة النورسي واغترف من معينه. فمرحبا بهذه الثلة النورية ذ. إحسان قاسم الصالحي وذ. كنعان دميرطاش وجميع الأحبة المرافقين لهم من مصابيح النورسي ونجوم رسائله، كما أتقدم بجزيل الشكر للجنة المنظمة وجميع المساعدين لهم من الطاقم الإداري لرئاسة جامعة القرويين، والشكر الجزيل لكل من أسهم في إنجاح هذه الندوة من قريب أو بعيد.


وقد ازدانت وتوجت بتنظيم المسابقة الثالثة لجائزة جامعة القرويين في حفظ القرآن وتجويده، وقد وزعت على الفائزين في نهاية الجلسة الافتتاحية الجوائز.


عرض سريع لجلسات الندوة العلمية الدولية بمدينة فاس بالمغرب:


في الجلسة الافتتاحية تناول الكلمة السيد د. عبد العزيز بلاوي عن عمداء المؤسسات التابعة لجامعة القرويين، شكر فيها رئاسة الجامعة وجميع الحاضرين وأعطى لمحة عن الأسرة في المجتمع موضحا رأي الإسلام فيها. كما تناول الكلمة ذ. إحسان قاسم الصالحي ممثل رسائل النور بتركيا الذي شكر في كلمته السيد رئيس الجامعة كما شكر الحضور الكرام وكل الذين سهروا على تنظيم هذه الندوة.


ففي الجلسة الأولى كانت المداخلة الأولى لـ أ.د. محمد أزهري في موضوع: "مفهوم الأسرة والمجتمع لدى النورسي من خلال رسائل النور، دراسة مصطلحية". أما المداخلة الثانية فكانت لـ د. سعيد شبار رئيس المجلس العلمي ببني ملال وأستاذ بكلية الآداب ببني ملال حول موضوع: "فلسفة العلاقة بين الزوجين عند النورسي". أما المداخلة الثالثة فكانت في موضوع: "علاقة الأولاد بالآباء والأمهات عند النورسي" لـ د. محمد الفقير التمسماني وهو عميد كلية أصول الدين بتطوان. والمداخلة التي أعقبتها كان موضوعها بعنوان: "تربية الأولاد عند النورسي"، لـ د. عبد السلام فيغو رئيس المجلس العلمي بإقليم الفحص، طنجة، وأستاذ بجامعة محمد الخامس. بعد ذلك بدأت المداخلة التي كان موضوعها: "الإسلام والعنف من منظور رسائل النور"، لـ د. توفيق الغلبزوري من كلية أصول الدين بتطوان. بعد ذلك تم التطرق للمداخلة الأخيرة التي كانت حول موضوع: "موقع الأولاد من منظومة الأسرة في رسائل النور"، ألقاها د. أحمد شاوف، باحث ومدير مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بالمندوبية الجهوية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمكناس.


تمحورت عروض الجلسة الثانية حول مقومات بناء الأسرة عند النورسي: استهل السيد رئيس الجلسة د. حسن الزاهر كلمته شاكرا ومرحبا بالضيوف والحضور. ثم تولت دة. كريمة بوعمري عرضها وقد خلصت إلى أن أهم الأسس التي يقام عليها البناء الأسري في تصور الأستاذ سعيد النورسي استمدادا وامتدادا لما سلفه من العلماء والمصلحين هو: أن الدين عقيدة وعبادة وأخلاق، ثم ما يعزز هذا الأساس قوة متانة، ويتجلى تحديدا في الرأفة والرحمة والمودة وفي الوفاء والحب والإخلاص بين الزوجين. وأعقب الدكتور خالد مدرك عرضه الذي كان بعنوان: "المرتكزات العقدية في بناء الأسرة عند النورسي". تلا ذلك الدكتور منير الجابري بعنوان: "أثر العقيدة في بناء الأسرة عند النورسي" ثم تلاهما عرض رصين عن أثر العبادة في بناء الأسرة عند سعيد النورسي استعرض د. عبد السلام العلوي البلغيتي، لخصها من خلال قراءته المتأنية لأعمال النورسي في تهيئته النشء وإعداد الجيل لتحمل الأمانة والمسؤولية وتوطين النفس على الصبر والتحمل والتضحية والإيثار وهي مقاصد اجتماعية رائدة. ثم قدمت دة. خديجة الأشهب مداخلتها التي ركزت فيه على تحديد مفهوم المودة والرحمة وبيان الحكمة منها عند النورسي ومن سبقه من الفقهاء والمفسرين وعلماء المقاصد. ثم تلا ذلك مداخلة د. سليمان خنجري في موضوع: "أثر رعاية حرمة الزواج في منظومة الأسرة عند النورسي. وبعد تدخل د. عبد الرحيم الأمين بموضوع: "أثر العدل في بناء الأسرة". ثم أخذ الكلمة د. حسن القصاب تناول فيها موضوع أثر التكارم بين الزوجين في بناء الأسرة عند النورسي". وختمت الجلسة بمداخلة الأستاذ التهامي بنعزوز في موضوع: "أثر الوفاق بين الزوجين على بناء الأسرة عند النورسي"


ترأست الجلسة الثالثة: دة. كريمة بوعمري من جامعة محمد الخامس بالرباط، وعرض د. عبد العزيز بلاوي، عميد كلية الشريعة بأكادير موضوعه تحت عنوان: "نظرات في الفكر الأسري عند بديع الزمان النورسي". أما العرض الثاني فقد ألقاه د. عمر أجة من كلية الآداب بوجدة. تحت عنوان: "قواعد في بناء الأسرة عند النورسي". أما المداخلة الثالثة فقد كانت لـ د. الأمين القريوار، جامعة القرويين، كلية أصول الدين بتطوان، تحت عنوان: "القيم الأسرية في فكر بديع الزمان النورسي"، وفي العرض الرابع قدم د. إدريس جويليل بحثه تحت عنوان: "الحوار الأسري عند بديع الزمان النورسي". أما العرض الخامس فقد كان من إلقاء د. العربي البوهالي، تحت عنوان: "إصلاح الأسرة عند النورسي".


اما الجلسة الرابعة: فقد ترأسها د. الزاهي، عميد كلية اللغة بمراكش. فالمداخلة الأولى التي كانت من إلقاء د. أحمد مونة، أصول الدين بتطوان، تحت عنوان: "مقومات المجتمع المسلم من خلال الرسائل". أعقبته المداخلة الثانية التي ألقاها د. عبد العالي ملوك، تحت عنوان: "علاقة الأسرة بالمجتمع عند النورسي". ثم تلته المداخلة الثالثة حيث قدم د. مصطفى الزعري، كلية العلوم الشرعية بالسمارة، عرضا تحت عنوان: "اصلاح المجتمع عند النورسي". تلا ذلك المداخلة الرابعة لـ د. أسامة الروكي، باحث. تحت عنوان: "قواعد في الإصلاح الاجتماعي عند النورسي". وفي ختام الجلسة شكر الرئيس المتداخلين على احترام الوقت المخصص ثم فتح باب النقاش في وجه الحضور.


* * *


التقرير العام


للندوة العالمية السادسة للأكاديمين الشباب في رسائل النور


أيام20 -24 يونيو 2014 اسطنبول– بورصة، تركيا.


أعده الباحث عبد العزيز الإدريسي


بسم الله الرحمن الرحيم


نظمت مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم ومؤسسة بورصة للثقافة الندوة العالمية السادسة للأكاديميين الشباب في رسائل النور للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 24 يونيو 2014. وقد شارك في هذه الندوة الطلبة الباحثون في سلك الماجستير والدكتوراه بالجامعات، وكان عددهم 16 باحثا وباحثة من الدول الآتية: المغرب، الجزائر، مصر، السودان، نيجيريا، اليمن، ماليزيا، الهند، كردستان العراق، الأردن، وقد أشرف على الدورة من الناحية الأكاديمية الأساتذة الأفاضل: د. أشرف عبد الرافع الدرفيلي من مصر و د. مأمون فريز جرار من الأردن و أ.د. نجيب السودي من اليمن و أ.د. سليمان عشراتي من الجزائر و أ. د. رعد الجيلاني من العراق، وقد كان ضيف الشرف طوال أيام الندوة الأستاذ الفاضل إحسان قاسم الصالحي مترجم كليات رسائل النور من اللغة التركية إلى اللغة العربية.


وقد انتظمت فعاليات هذه الندوة العالمية في ست جلسات:


أشغال اليوم الأول: الجمعة 20 يونيو2014/مدينة اسطنبول


ترأس الجلسة الأولى الدكتور مأمون جرار، حيث افتتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم بتلاوة الدكتور أشرف الدرفيلي على الساعة التاسعة صباحا، حيث ذكّر الأستاذ جرار بمقاصد وأهداف هذه الندوة التي تخدم رسائل النور أكاديميا ومعرفيا، وذكّر بضرورة تجديد النية وربطها بالله تعالى وتمثل رسالة الإخلاص للأستاذ بديع الزمان النورسي في الحركات والسكنات. داعيا الباحثين في رسائل النور إلى يكونوا طلاب نور حقا.


بعد ذلك تقدم الباحث بوعروة بكير من الجزائر ببحث تحت عنوان "إسهامات النورسي في علم الفلك من خلال رسائل النور" حيث ركز على فهم الأستاذ لحديث الثور والحوت وإيراد بعض الأقوال والتأويلات التي تؤكد تضلع الأستاذ في علم الفلك، بعد ذلك فتح الباب أمام المداخلات والملاحظات والتعقيبات حيث اقترح أحد الباحثين على ضرورة تعديل العنوان إلى "الدلالات الفلكية من خلال رسائل النور" وهو ما وافق عليه الباحث، بالإضافة إلى توجيه الباحث إلى أهمية استقراء جميع أقوال الأستاذ النورسي في هذا الباب.


بعد ذلك تقدم الباحث عبد القادر لبيض من المغرب بورقة حول بحثه الموسوم: "منهج بديع الزمان في إحياء العمل الإجتماعي"، أكد من خلالها على محورية العمل الإجتماعي في المشروع الإصلاحي لبديع الزمان، وفتح المجال للمناقشة والمحاورة حيث نوه الحضور بموضوع البحث، واقترحوا عليه الجمع بين الجانب النظري المعرفي والجانب العملي التطبيقي، بالإضافة إلى ضرورة إبراز ملامح تميز العمل الاجتماعي عند النورسي، وكيف أن هذا الجانب بالذات كان ديدن الأستاذ في حياته الشخصية والدعوية.


بعد ذلك انتقل الحضور بعد ذلك الى استراحة شاي لمدة ربع ساعة، لتعتلي المنصة الباحثة محاسن البدوي بملخص بحثها المعنون: "بديع الزمان النورسي وجهوده الدعوية"، وقد تمت مناقشة ملخص هذا البحث من طرف الدكاترة والباحيثن مناقشة مستفيضة حيث دعوا الباحثة إلى أهمية الإنطلاق في هذا البحث من السيرة الشخصية للنورسي، والتركيز على قواعد الدعوة وصفات الداعية من خلال الكليات. ثم رفعت الجلسة الصباحية للغداء والصلاة.


وفي حدود الساعة الثانية زاولا انطلقت أشغال الجلسة الثانية برئاسة خفيفة الظل من الدكتور نجيب السودي من اليمن، مقدما الباحث محمد منديل من المغرب ببحث تحت عنوان: "مفهوم الإختلاف وضوابط تدبيره عند بديع الزمان النورسي"، حيث ركز على الجانب التأصيلي من خلال القيم الحاكمة لمسألة الإختلاف في الرسائل وعلى الجانب التنزيلي من خلال القواعد الناظمة لها على أرض الواقع، وقد نبه أحد المتدخلين إلى أن الأستاذ النورسي قد اعتمد على المحاججة العقلية في تدبيره للإختلاف بالإضافة إلى الجمع بين مخاطبة العقل والقلب، وضبط الذوق الوجداني، بله على ضرورة التركيز على الجانب التطبيقي في تدبير الإختلاف.


اما الباحثة إسراء أحمد صالح أحمد من السودان فقد قدمت ملخصا لبحثها الموسوم: "النورسي وأثر تدبر القرآن في منهج بناء الشخصية"، أول الملاحظات كانت حول العنوان حيث أكد الأستاذ أشرف الدرفيلبي على ضرورة الدقة في العنوان والصياغة الدالة على فكرة البحث وقضيته، بالإضافة إلى مراجعة المنهج المعتمد في البحث وهوالمنهج المقارن الذي لا يتوافق وإشكاليات البحث ومقاصده، وقد تفاعلت الباحثة بشكل إيجابي حيث عدلت عنوان البحث إلى: "أثر تدبر القرآن في صياغة الإنسان، رسائل النور نموذج". بالإضافة إلى توجيهات منهجية لعموم الباحثين من طرف الدكتور أشرف ونجيب السودي في التعامل مع الرسائل أهمها: عدم الإجتزاء وعدم الإستعجال بالإضافة إلى القراءة وتكرار القراءة، وقد نوه أحد الباحثين بالطالبة إلى تخصيص مطلب لأهم قواعد التدبر التي خلصت إليها.


في حين قدم الباحث محمد موسى عبد الرزاق من مصر الورقة الثالثة والأخيرة في اليوم الأول، حيث كان عنوانها: "الحرية مفهومها وصورها عند الأستاذ بديع الزمان" تحدث في ملخص بحثه خطة البحث وتصميمه وتعريف الحرية ومرتكزاتها وصورها، وقد أثار هذا البحث نقاشا كبيرا بين المشاركين، وكان على رأس المتدخلين الأستاذ محمد فرنجي أحد طلاب الأستاذ النورسي-وهو في سنه 87 بارك الله له في علمه وإيمانه وصحته- حيث استشهد بالمقولة الفذة للأستاذ: "الحرية عطية الرحمن لأنها خاصية الإيمان"، وأكد الأستاذ إحسان قاسم الصالحي أن النورسي عمل على غرس قيمة الحرية في نفوس طلاب النور حيث أكد بأن شعار النورسي في الحياة هو: "أنا أعيش دون خبز لكن لا أعيش دون حرية"، في حين أكد الدكتور سليمان عشراتي على ارتباط الحرية بإنسانية الإنسان وآدميته، وأن الأستاذ بديع الزمان كان يواجه مخططات الأغربة والأسلبة والألحدة باسم الحرية والعلم.


لترفع الجلسة بعد أن ختمت بالدعاء الصالح، والتذكير ببرنامج اليوم الثاني الموالي 21/6-2014 الذي تضمن فقرتين الأولى التعرف على مآثر إسطنبول صباحا ثم تناول وجبة الغداء في مدرسة رستم باشا الوقفية التراثية، ثم التوجه إلى مدينة بورصة بعد الزوال لاستكمال فعاليات الندوة العالمية بمؤسسة بورصة للثقافة، وهي عبارة عن وقف في منتجع في غاية الروعة والجمال في قمم جبال ريف مدينة بورصة.


أشغال اليوم الثالث: الأحد 22 يونيو2014 / مدينة بورصة


ترأس الجلسة الثالثة الدكتور أشرف عبد الرافع الدرفيلي من مصر، وقدم الورقة الأولى الباحث محمد عثمان عبد الله محمد من دولة السودان، وهي عبارة عن ملخص لبحثه الموسوم: "جوانب تجديد الفكر الإسلامي في القرن العشرين، دراسة في أعمال النورسي" وقد عبر المتدخلون عن كثافة هذا البحث وشساعته، بالإضافة على اكتنازه، وقد نبه الدكتور مأمون جرار الباحث ومن خلاله كل الباحثين إلى أن الطالب عليه أن ينجز ما يريد ويأتي بالجديد، في حين أن الأستاذ إحسان قاسم الصالحي نوه بهذا البحث مشيرا إلى أنه سئل مرة سنة 2003 في المغرب في إحدى الندوات الدولية حول رسائل النور، لماذا ترجمت رسائل النور من التركية إلى اللغة العربية؟ فقال إن أخلاق طلاب النور هي الدافع إلى ترجمتها، لأنها جددت في صياغة الإنسان بالإيمان من خلال القرآن. وشدد أحد الباحيثن إلى التركيز على مبحث التجديد في المصطلح والمنهج عند النورسي.


أما الورقة الثانية فكان مقدمها هو الباحث علي رابحي من المغرب وهي عبارة عن ملخص بحث منجز تحت عنوان: "الحكم النورسية من خلال رسائل النور" الكلمات" نموذجا، مصنفا ومبوبا إياها حسب مطالب ومباحث توحيد الألوهية والربوية والأسماء والصفات، والزمان والمكان. ونبه بعض المعقبين إلى الإستفادة من كتابين في هذا الصدد وهما: اللؤلؤ والمرجان من حكم بديع الزمان للدكتور مأمون جرار، وكتاب: هكذا علمتني رسائل النور للدكتور نجيب السودي، أما أحد الباحثين فطلب من صاحب البحث أن يقوم بربط هذه الحكم بالجانب التطبيقي من خلال طلاب النور الذين يجمعه السفر الرائع: "الشهود الأواخر"، كما نبه الدكتور الدرفيلي إلى مراعاة شروط الحكم سواء من ناحية المبنى اللغوي أو المعنى البلاغي.


وقدمت الورقة الثالثة الباحثة سعاد دوفاني من الجزائر وكان ملخص بحثها: "الإنبعاث الحضاري الإسلامي-التجربة الماليزية نموذجا والتجربة التركية وإبراز دور رسائل النور"، أولا ملاحظة كانت هي طول العنوان وعدم حبكه، لكن الباحثة آثرت في الجميع بما صرحت به بأنها قبل الندوة كانت سعاد القديمة اما أثناء الندوة وبعدها فقد ولدت سعاد الجديدة تيمنا بسعيد القديم وسعيد الجديد، هنا تفجرت قريحة المشاركين من أساتذة وباحثين متحدثين عن دور رسائل النور في الإحياء والنهوض والتغير والإصلاح، وتأثيرها الإيجابي الذي عم جميع أرجاء العالم. وقد وعدت الباحثة بتعديل العنوان وإعادة صياغته.


أما الجلسة الرابعة فترأسها الدكتور رعد الجيلاني من العراق، وكانت أول ورقة مقدمة للباحثة هدى لغزاوي من المغرب في موضوع: "المشروع الإصلاحي لبديع الزمان النورسي"، وقد لاقى تقديم الباحثة قبولا من طرف المشاركين واستحسانا لبيانها السليم وأدائها القويم ومنهجها الحكيم، في مقابل ذلك نبه الأستاذ إحسان قاسم الصالحي إلى ضرورة التركيز في المشروع الإصلاحي للنورسي على فكرة إنشاء "مدرسة الزهراء" أيضا، كما نبهت "أم علاء" إلى ضرورة الإهتمام بقضية المرأة في رسائل النور وخاصة رسالة "مرشد أخوات الآخرة". وفي الأخير استدركت الباحثة وأكدت بأن هذا البحث هو عبارة عن نظرات -فقط- في المشروع الإصلاحي للنورسي.


أما الورقة الثانية


أما الورقة الثانية فكانت للباحث عبد السلام حمود غالب من الهند، بملخص بحثه المعنون: "معالم الخطاب الديني عند الأستاذ النورسي" تحدث في مقدمتها بأنه حديث عهد برسائل النور ولكنه تأثر بها تأثرا بليغا، دل على ذلك حرصه الشديد على المشاركة في هذه الندوة وطريقة إلقائه الحماسية، وكانت أول ملاحظة منهجية على بحثه تتعلق بالعنوان حيث أكد الدكتور نجيب السودي أن لفظة "الديني" تشوش على العنوان ولا تنسجم مع مضمون البحث فدعاه إلى استبدالها بلفظة "الدعوي"، بالإضافة إلى ما نبه الدكتور مأمون جرار إلى أهمية القراءة المتأنية لرسائل النور وضرورة إبراز هذه المعالم في شخصية الأستاذ النورسي.


وكانت الورقة الثالثة والأخيرة في هذا اليوم من تقديم الباحث آدم أحمد محمد من نيجيريا، في موضوع: "منهج القرآن في حفظ الأمن من خلال رسائل النور لبديع الزمان النورسي ومؤلفات ابن فودي النيجيري دراسة مقارنة"، أكد الباحث بأن مطلب الأمن مطلب ضروري في واقع الإنسانية عموما وفي واقع المسلمين خصوصا وفي الواقع النيجيري على وجه الخصوص لما تعيشه نيجيريا من قلاقل واضطرابات، وقد عرج في ملخصه على تعريف مقتضب بشخصية عثمان بن فودي واعتباره عالما مجددا في شمال نجيريا ومؤسسا للمدرسة الفودية التي تميل إلى الفقه أكثر. وفي المناقشة والتعقيب نوه أحد الباحثين بلغة الباحث الفصيحة وهمته في خوض غمار هذا البحث، بالإضافة إلى التقسيم المنهجي الذي قدمه الدكتور أشرف والمتمثل في ضرورة التمييز بين الأمن النفسي والروحي والإجتماعي والأقتصادي و...


بعد ذلك رفعت الجلسة لأداء صلاة العصر وتناول الفاكهة واحتساء الشاي، والإستعداد لحفل العشاء الذي يقيمه وقف بورصة على شرف المشاركين.


افتتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ ناجي بصوته الشجي وأدائه الندي مدير وقف بورصة، ثم تناول الكلمة منشط الحفل مرحبا بالضيوف وأهل الوقف طلاب النور، ثم بعد ذلك استدعى إلى المنصة سفير رسائل النور الأستاذ إحسان قاسم الصالحي إلى العالم الإسلامي عموما والعالم العربي خصوصا. وقد ألقى الدكاترة وممثلين عن الدول المشاركات كلمات الشكر والترحيب والتنويه. بالإضافة إلى كلمة نائب عمدة مدينة بورصة.


لينتقل الجميع بعد ذلك إلى جلسة نورية حميمية ماتعة شاهدة مشهودة سمت بالجميع في مدارج السالكين وحلقت بهم في معاني الإيمان والمحبة والأخوة وصفاء الروح والإنتساب إلى خدمة القرآن الكريم، أطرها الأساتذة الأجلاء محمد فرنجي وعلي جاقماق وإحسان قاسم الصالحي في حديث عن طرائف الذكريات وفرائد المكابدات، ثم قراءة عابدة نادرة لرسائل النور. ثم ختم اللقاء بالصلاة والدعاء الصالح.


أشغال اليوم الرابع: الإثنين 23يونيو2014 مدينة بورصة


بعد التحاق المشاركين بقاعة الندوة انطلقت أشغال الجلسة الخامسة على الساعة التاسعة صباحا برئاسة الدكتور سليمان عشراتي من الجزائر، كانت أول ورقة قدمت في هذه الجلسة من طرف الباحث الطبيب سالم حسن محمد ذبيان من اليمن، بحث وسمه بـ: "استراتيجية الدعوة عند الإمام النورسي وأثرها في الإصلاح"، كان الإلقاء رائعا ومتميزا، دل على ذلك التفاعل الإيجابي من طرف المشاركين، فكانت الملاحظات والتعقيبات من قبيل جعل نقطة الإرتكاز في استراتجية االدعوة هي شخصية الاستاذ من خلال رسائل النور، ثم تساؤل من طرف أحد الباحثين جاء فيه: إلى أي حد وظف الباحث مبادئ الإستراتيجية وهي معرفة: نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات في هذا البحث؟


أما الورقة الثانية فقدمها الباحث ياسين العمراني من المغرب تحت عنوان: "منهج الدعوة عند النورسي من خلال رسائل النور" ركز فيها على المقومات الأساسية للأستاذ بديع الزمان النورسي، بالإضافة إلى التحديات الداخلية التي كان تهدد المجتمع المسلم. أجمع المتدخلون على ضرورة الإستفادة من البحوث المنجزة حتى يحصل التكامل بدل التداخل والتراكم بدل التزاحم.


وكان ختام الجلسة الخامسة بالورقة البحثية التي قدمها الباحث عبد العزيز الإدريسي من المغرب في موضوع: "بناء الإنسان عند الأستاذ بدبع الزمان النورسي: رؤية تربوية" تمحور ملخص بحثه حول مركزية الإنسان في المشروع الإصلاحي للنورسي، باعتباره الفهرست الكوني الجامع وثمرة شجرة الخلق، وتأطرت مشكلة هذا البحث في السؤال الآتي: كيف استطاع الأستاذ النورسي في ظل واقعه الكالح أن يبني الإنسان بالإيمان من خلال رسالة القرآن؟ وما هي أهم عوامل فاعلية الرسائل في صياغة الإنسان صياغة جديدة؟ فتقاطرت الملاحظات والتعقيبات كالغيث تنبت التوجيه والتعديل والتصويب، من مثيل توجيهات الدكتور نجيب السودي المتعلقة بضرورة مراعاة جميع جوانب الإنسان التي شملتها رسائل النور: فكره وروحه وقلبه ونفسه وخياله وقلبه وفطرته وذاته و... أما مداخلة الدكتور رعد الجيلاني فركزت على شرط الأصالة والمعاصرة في البحوث. وفي التفاتة لطيفة للدكتور أشرف الدرفيلي قال: لو لم يسم الأستاذ رسائل النور بهذا الإسم لسماها رسائل الإنسان. لترفع الجلسة للغداء وصلاة الظهر.


ألقي في الجلسة السادسة التي كانت برئاسة الدكتور مأمون جرار، ملخص بحث وحيد وفريد للباحث بشرو علي عبد الله من كردستان العراق ببحثه الموسوم بـ: "التربية الإيمانية عند النورسي من خلال "الكلمات" بعد أن عرض خطته وملخص بحثه، تم توجيه جملة من الملاحظات من قبيل مركزية الإيمان في مشروع النورسي، وكيف يحقق الإيمان فاعليته، ضرورة التمييز بين الإيمان والإنتساب الإيماني ومقاماته عند النورسي.


أما الجلسة الختامية التي خصصت لتقويم المؤتمر فقد ترأسها الأستاذ إحسان قاسم الصالحي الذي عبر عن ابتهاجه بنتائج هذه الندوة حيث إن الطلاب دخلوا باحثين في النور وخرجوا عاشقين للنور، ودعا الله إلى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، كما أشاد المشاركون في الندوة بحسن التنظيم وحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة وعمق المناقشات، وقد خلصت الجلسة الختامية إلى جملة من التوصيات أهما:


- لابد من إعداد بروشور من إدارة المؤسسة والأساتذة الأجلاء عن المجالات التي لم يكتب فيها بحوث في رسائل النور، شبيهة بما يكتب في المؤتمرات من استكتاب على أن تشترط المؤسسة موافقتها قبل بدء البحث.


- لابد للباحث من تسليم النسخة الخاصة بالبحث المنجز في إسطوانة؛ نسخة واحدة للمؤسسة وأخرى لمراكز النور أو مدارس النور في بلده، وعلى المؤسسة القيام بالأرشفة الألكترونية.


- على الباحث إرسال نسخة من البحث أو الخطة للمؤسسة، وعلى المؤسسة إرسال نسخة للأساتذة المشرفين على الندوة للقراء، وأن تطبع نسخة ورقية منها لكي تكون المتابعة سماعا ومشاهدة.


- تحديث موقع مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم باللغة العربية ليكون شاملا لكل جديد.


- ترشيح إشكالية أو إشكاليات لكل ندوة في كل دورة، ثم وضع ضوابط للمشاركة فيها.


- الاستفادة من جهود العاملين في رسائل النور وخدمتها مثل جهود الدكتور مأمون جرار والأخت وفاء في الصفحة الإلكترونية في الفيس بوك.


والحمد لله رب العالمين.



 

أرشيف المؤتمرات

11 - وقفات مع بعض عناصر القوة المعنوية
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
10 - عنوان الملف: الأخلاق والوراثة
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
9 - المقاصد في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
8 - أسرار العبرة والتعبير في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
7 - النورسي والتصوف
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
. المؤتمر العالمي العاشر لسنة 2013
6 - دعوة رسائل النور
. الندوة العالمية الرابعة للأكاديميين الشباب
. رسائل النور في العالم: المغرب والهند
. المؤتمرات المستقبلية لموسم 2012 و 2013
5 - الرؤية الحضارية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
. النشاطات العلمية المستقبلية
4 - أسس التربية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
3 - أسس التربية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
2 - التعليم في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
1 - المنهجية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية

النور للدراسات الحضارية والفكرية
 المركز الرئيسي:  

Kalendarhane Mah. Delikanli Sk. No: 6
Vefa 34134 Fatih - Istanbul / TURKIYE
 Phone: +90 212 527 81 81 - Fax: +90 212 527 80 80