المؤتمرات والحلقات الدراسية

المؤتمرات والحلقات الدراسية


1- ملتقيات ماليزيا وإندونيسيا


أقامت جامعة السلطان زين العابدين Unisz في ترنكانو بماليزيا بالتعاون مع مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم مؤتمرا في يومي الأحد والاثنين 6-7/9/2015 تحت عنوان: "إحياء الحضارة الإسلامية؛ مقاربة رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي" اشترك فيه 103 من الأساتذة والأكاديميين وممن قدموا بحوثا للدراسات العليا في رسائل النور الذين جاؤوا من دول ومناطق متعددة هي: تركيا، ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، كشمير (الهند)... ومن العديد من الجامعات في ماليزيا مثلUKM ، USIM،IIUM ،UPM. وجرى إلقاء العروض في أربع قاعات متوازية. وافتتح المؤتمر رئيس الجامعة البروفسور داتو يحيى إبراهيم، وحضره جم غفير من الطلبة والأساتذة.


وبعد انتهاء المؤتمر بدأت المناقشات في جلسات خاصة مع الأكاديميين الشباب ممن قدموا بحوثهم للدراسات العليا عن رسائل النور.


وفي اليوم التالي الثلاثاء 8/أيلول أقامت جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM ندوة لنصف يوم موضوعها الأساس: مزج العلوم الإسلامية والعلوم الصرف وهو ما دعا إليه الأستاذ النورسي وسعى إلى إنشاء مدرسة الزهراء التي تحقق هذا الأساس. وكانت المناقشات والأسئلة الموجهة إلى الأساتذة جادة، حتى اشترك هاتفيا رئيس جامعة تركستان البروفسور داتو موسى أحمد في المناقشات، وأعرب عن رغبته في تنفيذ مشاريع مشتركة في المستقبل. وعقب ذلك عقدت الأستاذة الدكتورة روزالين عبد السلام المسؤولة عن مشروع دمج العلوم الاسلامية والعلوم الصرف، جلسة علمية خاصة للمداولة الفكرية في كيفية التعاون في هذا المجال بين الجامعة ومؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم؛ وتم وضع الخطوط العامة لتحقيق ذلك الهدف.


وبعد ذلك قام وفد المؤسسة بزيارة جامعة بوترا الماليزية UPM واجتمع مع الأساتذة والأكاديميين ممن أعدوا رسالة الدكتوراه عن الأستاذ النورسي ورسائل النور.


وفي يوم 10/أيلول توجه وفد المؤسسة إلى جاكارتا، عاصمة إندونيسيا. وقضى سهرة ليلية ممتعة مع مجموعة كبيرة من الطلاب والأساتذة في جلسة إيمانية وعلمية بقراءة رسائل النور والإجابة عن أسئلة الحاضرين الموجهة بالإندونيسية والعربية والإنكليزية.


وفي الصباح الباكر من يوم الجمعة 11/ أيلول توجه قسم من الوفد إلى "جامعة الشريف هداية الله"، وقسم إلى "جامعة بانكاسيلا". وانتهت الندوتان بصلاة الجمعة، وبعدها توجه الوفد إلى "جامعة بارا مدينة" للمشاركة في ندوة موضوعا "الحركة الإيجابية والجهاد المعنوي" والتي دامت ثلاث ساعات.


ثم توجه الوفد ليلا إلى "مؤسسة مدارس النجاح" التعليمية العريقة إذ تأسست قبل أكثر من خمسين سنة لخدمة العلوم العربية والإسلامية، ولها فروع في كثير من أنحاء إندونيسيا. وعدد طلابها يربو على المليون، وهم منتشرون في مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة. وعقدت بعد ذلك جلسة خاصة بالأساتذة للتعريف برسائل النور ونشاطات مؤسسة إسطنبول.


وفي يوم السبت 12/ايلول عقدت ندوة واسعة دامت يوما كاملا اشترك فيها الأساتذة والطلاب والطالبات وألقيت بحوث حول رسائل النور وضرورتها للناس كافة ولاسيما المسلمون. وتمت دراسة مجالات التعاون بين المؤسستين وكيفية تفعيله.


2- ملتقيات أمريكا الجنوبية


في البرازيل:


انطلق الوفد المؤلف من الأساتذة يونس جنكل وألب أسلان آجق كنج وإبراهيم أوزدمير والسيد نبيل الباز وإحسان قاسم وخاقان كولرجه، إلى البرازيل يوم 9/11/2015. وفي صباح اليوم التالي التقى أعضاء مؤسسة اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل وهم علي حسين الزغبي والشيخ خالد تقي الدين والشيخ الصادق العثماني. وبعد التجوال في شعب المؤسسة عقدت جلسة مطولة استغرقت أربع ساعات للتفاهم على نقاط أساسية في التعاون بين المؤسستين وفي التعريف برسائل النور في أمريكا اللاتينية عموما، وانتهت الجلسة بتبادل الهدايا. فقدم وفد مؤسسة إسطنبول إلى المؤسسة البرازيلية مجموعة كاملة من كليات رسائل النور المترجمة إلى العربية. وفي العصر تم لقاء مع رئيس وأعضاء مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية وطرح الموضوع نفسه.


وفي يومي الأربعاء والخميس 4-5/11/2015 فتحت أكبر جامعة في البرازيل Sao Paulo أبوابها لرسائل النور في مدينة Riberio Preto ، بندوة علمية تحت عنوان "الإيمان والفكر الاجتماعي بما يليق بالكرامة الإنسانية: بمنظور رسائل النور" وشارك في المؤتمر أساتذة من تركيا، والمملكة العربية السعودية ومن البرازيل، وكولومبيا. وقدمت كلمة الافتتاح البروفسورة سونيا باسيان رئيسة قسم الدراسات العليا بالجامعة. دامت الندوة يومين، ونقلت فيها العروض بالقناة التلفزيونية الخاصة للجامعة TV USP إلى العالم باللغات الثلاث البرتغالية والإنكليزية والعربية.


وفي يوم 6/أيول انتقل الوفد إلى مدينة ريودي جانيرو للقاء أعضاء من مؤسسة فكرية مرموقة في البرازيل هي ISER وهم نخبة ممتازة من أساتذة جامعات البرازيل. وموضوع بحثهم لهذه السنة: التغير المناخي والبيئة. وكانت الجلسة خاصة ومحددة الاشتراك، ومع هذا ضمت 20 شخصا من الأكاديميين البرازيليين المرموقين. فألقيت خمسة عروض. منها عرض البروفسور أجق كنج ثم البروفسور إبراهيم أوزدمير باللغة الانكليزية وترجمت فورا إلى البرتغالية، واستغرق كل عرض ساعة.


في الأرجنتين:


وفي يوم السبت 7/11 انتقل الوفد إلى الأرجنتين واجتمع مع عدد من مسؤولي المراكز الإسلامية والأكاديميين. وبخاصة مع الأستاذ كولومبو الذي ترجم صحيح البخاري إلى اللغة الإسبانية، وكذلك مع الأستاذ غوستاف وهو أستاذ علم النفس جامعة Tres de Febrero المعروفة في بوينس أيرس. وقد تركزت هذه اللقاءات على النقاط الآتية:


1- من هو سعيد النورسي؟ وما أهمية رسائل النور؟ وكيف يمكن إيصال هذا الفكر إلى الأرجنتين؟ فباتت إذن ترجمة حياة الأستاذ النورسي ضرورية.


2- لابد من إقامة مؤتمر في الأرجنتين ولو بشكل مصغر كبداية.


3- لابد أن يشارك اثنان أو ثلاثة من الأساتذة للمؤتمر العالمي الذي سيعقد في إسطنبول في 2016. وأضاف الأستاذ كولومبو علينا أن ننظم للمشاركين في المؤتمر هنا لقاءات في التلفزيون كي يعم الفكر إلى الناس كافة.


3- ندوة رسائل النور في أربيل


انعقدت في قاعة "ئالتون" بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وشارك في تأطيره أكاديميون من تركيا، وبحضور وزراء سابقين وأساتذة جامعيين وكتاب وباحثين وجمّ غفير من الشباب وسائر طبقات الشعب، وقد عرّفت النشاطات ندوة أولى نظمتها "بيامي باك" للعلم والثقافة بعنوان "نور النبوة في رسائل النور" لمدة يوم واحد بتاريخ ١/ربيع الأول/١٤٣٧هجرية الموافق ليوم ١٢/١٢/٢٠١٥ ميلادية.


استهلت الجلسة الافتتاحية بتلاوة خاشعة لكتاب الله تلاها المقرئ "رفعت ابلاي" أستاذ جامعي من مدينة دياربكر التركية. بعدها ألقى الدكتور لقمان عثمان البحركي كلمة ترحيبية باسم المنظمة، وانتظمت فيها جملة من الكلمات وفق البرنامج الآتي:


- كلمة الدكتور عبد الله سعيد الكرتكي رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان ألقاها باسم الاتحاد أشاد فيها بالندوة وبأهمية إبراز دور العلماء الكرد في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى المجالات الدينية والمعرفية والاجتماعية.


- كلمة تهنئة واعتذار للأستاذ إحسان قاسم الصالحي مترجم كليات رسائل النور إلى العربية ألقاها نيابة عنه الدكتور عمر السيمرداني.


- كلمة الأستاذ فاروق رسول يحيى مترجم كليات رسائل النور إلى اللغة الكردية، أشار فيها إلى تجليات انعكاس الالتزام بالسنة النبوية على حياة الأستاذ النورسي ورسائله.


تلت جلسة الافتتاح ثلاث جلسات علمية قُدمت فيها ستة بحوث، تخللتها مناقشات وردود وتعليقات السادة الحضور، وقد رتبت على النحو الآتي:


الجلسة الأولى كانت برئاسة الدكتور أميد نجم الدين المفتي، قُدم فيها بحثان:


١- "فارس ليلة المعراج الخالدة" للأستاذ عابدين رشيد، كاتب وداعية من مدينة كركوك.


٢- "الشخصية المعنوية للنبي صلى الله عليه وسلم في رسائل النور" للأستاذ الدكتور حسن تانرفدي عميد كلية القانون بجامعة دجلة في مدينة دياربكر، تركيا.


الجلسة الثانية كانت برئاسة الدكتور إبراهيم أحمد السنكسري من أربيل، قُدم فيها بحثان:


١- "نظرة جديدة لمصطلح الإعجاز في رسائل النور" للدكتور عثمان غريب من جامعة صلاح الدين، أربيل.


٢- "دلائل النبوة في رسائل النور" لأستاذ الدكتور عبدالكريم اونالانا عميد كلية الإلهيات في جامعة دجلة، دياربكر.


والجلسة الثالثة كانت بعد صلاة الظهر وفترة الاستراحة وبرئاسة الدكتور زكريا عبد الرحمن من أربيل، قُدم فيها بحثان، هما:


١- "أوصاف النبي في رسائل النور" لطالب النور الشيخ عبدالرحمن اراز من مدينة قيصري، تركيا.


٢- "مكانة السنة من خلال رسائل النور" للدكتور صديق محمود الأوبري، من أربيل.


تلت هذه الجلسات مراسيم تقديم الهدايا التقديرية لبعض الباحثين من إقليم كردستان الذين كتبوا رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه حول رسائل النور.


وفي ختام تلك المراسيم ألقيتْ الكلمة الختامية، ونتائج وتوصيات الندوة، ثم دعاء الختام.


ومن الجدير بالذكر أن الندوة أديرت من قبل الدكتور فرهاد الشواني من جامعة صلاح الدين، أربيل.


* * *


4- الندوة العالمية الثالثة لمترجمي رسائل النور


عقدت الندوة العالمية الثالثة لمترجمي رسائل النور بإسطنبول في 7-9/11/2015 في مجمّع مركز البحوث العلمية في أسكدار، إسطنبول ودامت الندوة ثلاثة أيام متوالية. واشترك فيها جميع المترجمين القادمين من أنحاء العالم، وأُلقيت كلمات قيمة حول الترجمة وأهميتها وضرورتها وما ينبغي مراعاته في ترجمة رسائل النور بالذات. ودامت المناقشات ساعات طوال.. وفي الختام قدم طلبة الأستاذ النورسي الأوائل هدايا تذكارية للمترجمين.


نورد هنا البحث الجامع الذي استمع إليه الحاضرون بدقة وعناية وهي كلمة الأستاذ فاروق رسول يحيى:


الترجَمَةُ الجيِّدة
معالم وخطوط أساسية


فاروق رسول يحيى1


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد:


مقدمة


ركزت في البحث على بيان بعض المعالم والخطوط الأساسية في عملية الترجَمة الناجحة والجيدة التي هي من ثمار جهود متواصلة قد تكون مضنية وشاقة، نقصِدُ بها تسهيلَ طريق المترجم الهادف وأخص منهم بالذكر المبتدئ، ليكون على وعي وبصيرة من أمره، مستثمرا معارفه وتجاربه الشخصية، فيتخذ من مجموعها خارطة طريق في عمله الذي نرجو الله سبحانه أن يوفقه فيه ويجزيه الجزاء الأوفى يوم تُعرَضُ الأعمال عليه جل جلاله.


ولا شك أننا لا نستهدف هنا عملية الترجمة بصورة عامة، بل قصدنا ترجمة (رسائل النور) بصورة خاصة. لأن البحث مقدّم في ندوة منعقدة بخصوص نشر رسائل النور في أنحاء المعمورة بلغات شعوبها.


والورقة المقدّمة نتيجة خبرة اشتغال طويل -قاربت خمسة وثلاثين عاما- متواصل بِمُدارَسَة رسائل النور وترجمتها بوصفه حقلا معرفيا مخصوصا، وكذلك من منطَلق نظري أفدناه من محاضراتنا المتعددة عن الترجمة من الناحية العلمية والفنية في دورات تدريبية خاصة بالكُتاب والمترجمين عقدتها بعضُ المراكز الثقافية والمعاهد التعليمية في بلدنا. فلا ندّعي معرفةً بالأمر خارجَ هذه التجارب وهذا التواصل.


نسأل الله سبحانه أن يوفقَنا في أعمالنا لما يحب ويرضى، وينورَ قلوبنا، ويتقبلَ منا جميع جهودنا في خدمة الإيمان والقرآن ورسائل النور، وينفعَنا به يوم لا ينفعُ مال ولا بنون إلا مَن أتى اللهَ بقلب سليم.


وقد عرضتُ البحث بعد هذه "المقدمة" في مبحثين:


الأول: الخطوات التي تسبق الترجمة.


الثاني: القيام بالترجمة عمليّاً.


المبحث الأول: الخطوات التي تسبق الترجمة.


لخّصتُ في هذا المبحث أهمِّ الخطوات في مطلبين:


المطلب الأول: اختيارُ النص المراد ترجمته.


ونعني بالنص هنا "رسالةً" من رسائل النور، أو "مقاطعَ متفرقةً" مختارة منها. إذ لابد أن تسبقَ الترجمةَ اختيارُ وتعيينُ ما هي بحاجة إلى الترجمة واحدةً بعد أخرى، سواء من قبل المترجم، أو من قبل الهيئة التي تتولى الإشراف على الترجمة.


وتتحكمُ في هذا الاختيار بالدرجة الأولى حاجةُ الوقتية في البيئة التي تخاطبُها النصُّ المترجَم، حسب الأولويات الضرورية. فمن البيئات ما تحتاج -مثلاً- إلى "رسائل الإخلاص والأخوة" أولاً، ومنها ما تلبي حاجتَها "رسالةُ الطبيعة"، مثلاً. وكذلك سائر الرسائل. وقد يقعُ الاختيار على مواضعَ متفرقةٍ من الرسائل لجمعِها في كتاب، تلبيةً لحاجة زمانية ومكانية معينة.


وقد يعود سبب الاختيار إلى قدرة المترجم وكفاءته، فمن المترجمين مَن بدأ حديثاً بالتعرف على الرسائل وترجمتها، فلابد له من أن يبدأ بما هو أسهلُ عليه فهماً وترجمةً.


على أن يكون هذا الاختيار -بصرف النظر عن الأسباب- في اللغات التي بدأتْ ترجمةُ الرسائل إليها حديثاً، وإلاّ فرسائل النور كلُّها تخاطبُ شعوبَ العالَم أجمع دون استثناء، ولأجل هذا نوصي بترجمة كليات رسائل النور إلى جميع اللغات.


المطلب الثاني: الاستعداد للترجمة من الناحية المعنوية.


يُعلم أنّ الأعمال الإيمانية ليست كغيرها من سائر الأعمال الدنيوية البحتة التي تتحكم فيها حسابات الربح والخسارة المادية، بل يتوجّه المرء فيها بكل كيانه إلى الله سبحانه وتعالى وإلى ما أعدّه لعباده في دار الخلد والجزاء.


وترجمة رسائل النور هي في جوهرها من الأعمال الإيمانية التي نحسبُها من التقرب إلى الله تعالى بأحسن القول: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.فصلت:33


ومن هذا المنطلق الإيماني، لابد للمترجِم الراجي فيما عند الله أن يستحضرَ قلبا، قبل الترجمة وأثناءها، الأمورَ الآتية:


أولاً: تصحيح النية وتنقيتها وجعل العمل خالصاً لوجه الله تعالى، دون الالتفات إلى ما قد يعود عليه في الدنيا ولا إلى مدح الناس أو قدحهم.


ثانياً: قصد الاشتراك في العمل الجماعي الذي ركّز عليه الأستاذ النورسي، رحمه الله. وذلك بمقتضى قاعدة تقسيم الأعمال، لينالَ المرء نصيبه من ثواب ما تقدمه الجماعة المعنوية من أعمال خالصة.


ثالثاً: استحضارُ ظروف تأليفِ رسائل النور ونشرِها، والدعاءُ للأستاذ النورسي وطلابِه الأوائل الذين ضحُّوا بما كانوا يملكون في هذا السبيل، وذلك ابتغاءَ مرضاة الله سبحانه وتعالى.


رابعاً: القيام بالترجمة على طهر ووضوء.


خامساً: استنادُ المترجم إلى حول الله وقوته أثناء الترجمة بصورة كلية، واستشعار الضَّعف والعَجز اللذين جُبل عليهما الإنسان، كي يلتجئَ دوماً إلى الله، والإقرارُ بعجزه ين يديه سبحانه، مع إقرار تام بأنه إنسان عاجز لا علمَ له إلاّ ما علَّمه الله.


ولهذا الاستناد إلى الله في حوله وقوته والاعتماد عليه في علمه وقدرته فوائد جمة وعوائد كثيرة على المترجم لا تُحصى، منها:


1- الاستمداد من الله تعالى وانتظار ورود فيوضات جليلة من التوفيق الإلهي على العبد من حيث لا يحتسب، ففي بعض الأحيان يعجز المرء عن ترجمة فقرة أو موضوع ما إن اعتمد على قدرات نفسه وعلمه الجزئي، ولكن بهذا الاستناد إلى الله تعالى ينجز الترجمة بصورة مثلى أكثر مما كان يتوقعها.


2- المترجِم لا يرى في عمله حسنة ينسبها إلى نفسه، بل يرى يقيناً أن حسناتِ الترجمة من الله سبحانه، وقصورَها من نفسه الأمارة، مما ينجيه من الغرور والعجب وملاحظة الذات، وهي أدواء معنوية من شأنها أن تمحق البركة وتزيل النعمة وتكون سبباً لعدم القبول، والحرمان من الثواب في النهاية.


المبحث الثاني: القيام بالترجمة عمليّاً.


اختصرت في هذا المبحث الخطوات الضرورية لعملية الترجمة الناجحة -حسب علمنا وتجربتنا- وعرضتها في مطلبين:


المطلب الأول: الاستعداد للترجمة والتهيؤ لها. كما يتضح في النقاط الآتية:


أولاً: الإلمام الجيد باللغة المترجَمِ منها، والقدرة على التعبير الجيد باللغة المترجَم إليها.


ثانياً: إذا كان بإمكان المترجِم أن يترجمَ مباشرةً من اللغة الأصلية فبها ونعمت، وإلا فليقلل من اللغات الوسيطة بين اللغة الأصلية واللغة المترجَم إليها.


ثالثاً: قراءة النص المراد ترجمته قراءة دقيقة لمرة واحدة على أقل تقدير، ومن الأفضل قراءته أكثر من مرة قبل الإقدام على الترجمة، ليستوعب المترجِم ما ينوي ترجمته ويكوِّنَ عنه فكرة جيدة.


رابعاً: يستصحب أثناء هذه القراءة الواحدة أو القراءات المتعددة دفتراً يسجل فيه ملاحظاته كافة.. فقد تصادفُه فقرة يستعصي عليه فهمها، ليستفسر بشأنها ذوي الخبرة والعارفين بالكتاب، أو يراجعَ المصادرَ التي تعينه في ذلك.. أو تبرزُ أمامه كلمات جديدةٌ عليه يحتاج إلى معرفة معانيها، فيستنجدُ في ذلك بالمعاجم اللغوية.. أو يرى في النص أساليبَ من الكناية والمجاز، فلابد له من أن يبحثَ عن مرادفاتِها في اللغة المترجَم إليها، وذلك في مظانها من كتب اللغة والبلاغة والأدب. أو تستوقفه أماكنُ متفرقةٌ في النص المترجَم منها تحتاج إلى إضافة هوامشَ من قبل المترجِم لإلقاء مزيد من الضوء عليها، سواء أكانت حول الأعلام أو الأماكن أو الأحداث أو المفاهيم.


يدوّن المترجِمُ كلَّ هذه الأمور في دفتر ملاحظاته ولْيكتبْ أرقامَ الصفحات إزاء كل ملاحظة، لتسهُل عليه مراجعة مواضعها في الكتاب.


خامساً: بعد هذه الخطوة، يبدأ بمراجعة دفتر ملاحظاته، فيُجيبُ عن كل نقطة غامضة أشار إليها مما ذكرناها أو من غيرها، ويكتب جميع ما توصّل إليه بشأن كل منها عند كلِّ ملاحظة، إلى أن يأتيَ على جميعها.


ويكون المترجِم في هذه المرحلة على استعداد تام للبدء بعملية الترجمة.


المطلب الثاني: القيام بالترجمة.


لابد للمترجم أثناء هذه العملية الفنية الدقيقة أن يراعيَ ما يأتي:


أولاً: يتجنبَ الترجمةَ بتصرف أو الترجمة المختصرة، إذ يعجزان عن الاستيعاب الجيّد لمفاهيمَ الرسائل. وأن يتجنبَ أيضاً الترجمةَ الحرفية التي هي ترجمةُ الكلمات واحدة بعد أخرى، والتي تشبه ترجمةَ النصوص من قبل أجهزة الحاسوب. لأن كلَّ لغة لها طريقة أداء خاصة بها قد تغايرُ طريقة الأداء فيما عداها من اللغات.


ثانياً: يختارَ مِن بين أنواع الترجَمةِ وطرُقها العديدة طريقةَ ترجمة المعاني والأفكار التي يحويها النص الأصلي، مع الأخذ بنظر الاعتبار دلالات الألفاظ ومفاهيم الجمل في النص المترجَم منها لكي يعطيَ أدق مفهوم صحيح عن النص الأصلي لقارئ الترجمة، بل يحاول قدر الإمكان إنجاز ترجمة سهلة ميسّرة لا تشعر القارئ بوجود شخص آخر بينه وبين المؤلف. وكلما نجحَ المترجم في هذا النوع من الترجمة كانت ترجمته أدقَّ وعملُه أقربَ إلى النجاح والصواب.


وتتلخصُ هذه الطريقة فيما يأتي:


يبدأ المترجِم باسم الله تعالى وبالتوكل عليه، كما ذكرنا، فيقرأ من البداية -مثلاً- فقرةً ذاتَ دلالةٍ موحّدة، أو مجموعةَ عبارات مترابطة، أو جملاً متعانقةَ المعاني، قد تبلغُ سطراً أو أكثر، فيحاولُ المترجِمُ فهمَها واستيعابها لنفسه أولاً بصورة جيدة، ولو أدتْ به هذه العملية إلى إعادة القراءة مرتين أو مرات عديدة حتى يفهمَها جيداً.


وبعد أن يشعر المترجم في نفسه بأنه قد استوعبَ النصّ المحدد، فليسألْ نفسَه:


(لو عبَّرَ شخصُ المؤلف عن هذا المفهوم الذي وعيتُه، باللغة التي أترجِمُ إليها، ما الصيغة التي يعبرُ بها عنه)؟


وسيأتيه الجواب حتماً من نفسه بأنه: (كان يعبر عنه بكذا وكذا بهذه اللغة)...


إذن فليكتبْ هذا الجواب. فإذا به قد عبر عن تلك الفقرة المعينة، أو العبارات والجمل المترابطة في المعنى، باللغة التي يريد الترجمة إليها.


وعليه أن يراعيَ في ذلك خصوصياتِ كلٍّ من اللغتين، فقد يأتي الفعل في لغة ما بعد الفاعل مثلاً، ولكنه في اللغة الأخرى يسبق الفاعل. وهلم جراً...


ثم ليُعدِ النظرَ فيما ترجَم وليقارنْه بالنص الأصلي، ليقفَ على ما قد تكون زيادة لا تُجدي فيحذفَها، أو على شيء فاته التعبيرُ عنه فيضيفَه إليه.


وليمضِ المترجِمُ على هذا المنوال في جميع الفقرات والعبارات والجمل، إلى أن يترجمَ النصَّ بكامله.


ثالثاً: بعد إكمال ترجمة الرسالة كلِّها بهذه الطريقة، يبدأ المترجِمُ -نفسُه- بمراجعتها ومقارنتها بالنص المترجَم منه من البداية إلى النهاية. فإذا كانت مسَوَّدةُ الترجمة مكتوبة على الورق -أي على غير جهاز الحاسوب- فليصحبْ معه في هذه المراجعة قلماً ذا لون مخالف للون الذي كتب به المسوّدة. ليعدِّلَ ويحذفَ ويضيفَ ويكتب الهوامش بهذا القلم في هذه المراجعة حسب الحاجة وبما يجعل ترجمته أدق وأقرب إلى النص الأصلي.


رابعاً: تبييضُ المسَوَّدة على الحاسوب بصورة جيدة بعيدة عن الأخطاء المطبعية والإملائية قدر الإمكان، ثم مراجعة هذه المبيَّضة من قبل المترجم لتصحيح ما قد يحتاج إلى تصحيح.


خامساً: المراجعة اللغوية من حيث سبكُ الجمل والعبارات وتخيُّرُ الكلمات والتقيدُ بالقواعد اللغوية والاهتمام بالنواحي البلاغية والأدبية قدر الإمكان وبما يناسب فحوى النص. ولابد أن تكون هذه المراجعة من قبل شخصٍ آخَرَ غيرِ المترجِم ملمٍّ بهذه الأمور أو من قبل هيئة خبيرة.


سادساً: مقارنة دقيقة للنص المترجَم بالنص الأصلي في اللغة التي كتب بها الأستاذ بديع الزمان ذلك النص، سواء كانت اللغة تركية أم عربية، وذلك من قبل شخص أو أشخاص ملمين باللغتين. لكي تطابق الترجمة تماماً مع معاني النص الأصلي.


سابعاً: المراجعةُ المتكرِّرة للترجَمة وتصحيحُها وتقويمُها وتهذيبُها بقدر الطاقة قبل الطبع والنشر. وكذلك قبل الطبعات المقبلة أيضاً للاستدراك على ما فات المترجمَ من أمور.


ثامناً: استقبالُ النقدِ النزيه والملاحظاتِ الإيجابية البنّاءة من قِبل القرّاء، بغيةَ الاستفادة منها في الطبعات اللاحقة.


خاتمة


عرضت في هذه الورقة معالم وخطوط أساسية لترجمة رسائل النور إلى اللغات الأخرى، أحببت أن أضعها بين يدي إخواني وأخواتي مترجمي هذه الرسائل، لعل فيها ما ينفعهم في عملهم. ولا أدعي لها الكمال، بل أرجو أن ترتقى نحو الكمال المقدر لها بإضافة ملاحظات السادة المترجمين الآخرين وتجاربهم في هذا الحقل المعرفي المخصوص وهذا المجال الدعوي المبارك.


الهامش:


1 فاروق رسول يحيى مترجم كليات رسائل النور إلى اللغة الكردية – اللهجة السورانية. العراق – إقليم كردستان.


* * *


5- إعلان عن انعقاد المؤتمر العالمي الحادي عشر لبديع الزمان سعيد النورسي:


"دور العمل الإيجابي في بناء عالم أفضل (مقاربة رسائل النور)"


2–4 أكتوبر لعام 2016 في إسطنبول


يواجه إنسان اليوم في جميع أنحاء العالم، مشاكل مادية ومعنوية؛ الجوع، والفقر، والظلم الاجتماعي، والحرب والهجرة والفوضى والإرهاب والعنف بجانب طواهر سلبية كالتلوث البيئي والاحتباس الحراري وغيرها. وللأسف هي في تزايد مستمر يوما بعد يوم. ولم يتيسر لحد الآن إيجاد حلول دائمة لها على الرغم من بذل جهود واسعة.


فكيف إذن ستتحقق سعادة البشرية الدنيوية والأخروية؟ وكيف يمكن حل هذه المشاكل وأمثالها أو على الأقل تخفيفها؟ وهل يمكن -ماديا ومعنويا- القيام بالإصلاح من دون هدم، والبناء من دون تدمير؟ وهل يمكن التوصل إلى حل جذري لهذه المشاكل؟ إذ إننا أحوج ما نكون من أي وقت مضى إلى إجابات لهذه الأسئلة وما شابهها.


إن حياة بديع الزمان سعيد النورسي ومؤلَّفه "كليات رسائل النور" مصدر مهم لمحاولة البحث عن إجابات شافية لهذه الأسئلة والمشاكل. وذلك لأن حل المشاكل فردية كانت أواجتماعية أوعالمية مرهون بنظرة الإنسان إلى الكون والحياة. وبديع الزمان سعيد النورسي قد وفّى حق سلوك الإنسان في نظرته للكون والحياة بعبارة أصيلة هي "العمل الإيجابي". فالعمل الإيجابي نهج مهم للحياة والنظر إلى الكون؛ لذا ينبغي أن يطرح للمناقشة الجادة بأساساته المستندة على الوحي، وبتطبيقاته وممارساته في الحياة، لإيجاد حلول دائمة للمشكلات التي تواجهنا.


ولأجل سعادة المسلمين خاصة والإنسانية عامة؛ الدنيوية والأخروية، فإن نهج النظر في رسائل النور جدير بالمناقشة والذي نرجو أن يتحقق في المؤتمر العالمي الحادي عشر لبديع الزمان سعيد النورسي: دور العمل الإيجابي في بناء عالم أفضل "مقاربة رسائل النور" الذي سينعقد في 2-4 أكتوبر 2016 في إسطنبول؛ بإذن الله. ونأمل أن يسهم في هذا المؤتمر كوكبة من الشرائح الفكرية والعلمية المتنوعة؛ في اللغات والثقافات والبلدان والأديان والمؤسسات والأنظمة، وذلك وفق المحاور المدرجة أدناه:


1. العمل الإيجابي من حيث المصطلح والجانب النظري:


- تعريف رسائل النور للعمل الإيجابي وشمول معناه.


- نظرة أنثولوجية: الإيمان، التوحيد، الآخرة.


- مفاهيم ذات علاقة؛ الأخوة، المحبة، الشفقة، الصبر، التساند، الحفاظ على الأمن العام، التمذهب، التوكل، عدم تصوير الباطل، الاتفاق، البناء.


- مفاهيم مخالفة؛ الفتنة، الغيبة، العداء، الحقد، الحسد، العناد، مرض النقد، اليأس، الانحياز.


- العدالة المحضة والعدالة الإضافية.


- نطاق المصطلح وشموليته.


2. العمل الإيجابي من حيث العلوم الإسلامية:


القران الكريم / السنة النبوية / الفقه / علم الكلام / تطبيقاته في التاريخ الإسلامي


3. العمل الإيجابي من حيث العلوم عامة:


الفلسفة / علم الاجتماع / الاقتصاد / السياسة / الأخلاق / التعليم / علم النفس


4. علاقة العمل الإيجابي بالقضايا الراهنة والعالمية:


العنصرية / الإرهاب والعنف / التلوث البيئي وتغير المناخ / تفاوت الدخل / الإفراط في الاستهلاك / التهالك على حطام الدنيا / إخلال حقوق الإنسان / الحداثة من حيث نتائجها: الأنانية، العبثية، السادية... / حل المشاكل في التعايش في عالم متعدد الأديان ومتعدد الثقافات. / جذور الحرية وعلاقتها بحرية الإنسان الإيجابية (ضمن الحقوق والحريات الأساسية). / الأمراض الستة (اليأس، الكذب، محبة العداوة، الاختلاف، الاستبداد، المنافع الشخصية).


5. العمل الإيجابي في الممارسة العملية


تحمل الاختلافات / فن التعايش معا / حرية التعبير والعقيدة / البحث عن الحق والحقوق / نهج العمل الإسلامي / الصلح والتسامح / مفهوم الجهاد.


6. دراسات مقارنة:


الديانات الأخرى / التيارات الفلسفية / العصيان المدني / مقاربات مشابهة / مقاربات مختلفة.


ملاحظات مهمة:


1. موعد إقامة المؤتمر2–4 في أكتوبر لعام 2016


2. الجدول الزمني لوصول البحوث إلى سكرتارية المؤتمر كالاتي:


أ. ملخصات البحوث لا تتجاوز 250 كلمة. وآخر موعد لوصولها إلى السكرتارية 28 فبراير 2016 www.musbethareket2016.com وتلحق بالملخصات السيرة الذاتية للباحث على صورة فقرات لا تتجاوز 200 كلمة. مع ذكره للبريد الالكتروني.


وسيتم الإعلان عن الملخصات المقبولة في 25 مارس 2016.


ب. النص الكامل للبحوث لا يتجاوز 15 صفحة ويصل إلى لجنة التحكيم للتقويم في موعد أقصاه 30 يونيو/حزيران 2016 بـالموقع:


www.musbethareket2016.com


ج. وسيتم الإبلاغ عن البحوث المقبولة للعرض في المؤتمر في 31 يوليو/تموز 2016.


3. تكتب البحوث في ضوء كليات رسائل النور للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي. وتهمل كليا البحوث التي لا توافق المحاور وأهداف المؤتمر الأساسية.


4. إن ما يحتاج إليه الباحث حول رسائل النور من معلومات أو مصادر يمكنه مراجعة الموقع في الانترنيت:


www.iikv.org/academy , www.musbethareket2016.com


وسكرتارية المؤتمر مستعدة للتعاون مع أي استفسار يردها.


5. لغة المؤتمر بالتركية والإنجليزية والعربية بالترجمة الفورية.


6. سيتم توفير السكن للباحثين المقبولة بحوثهم والتذكرة حسب المستطاع.


الاتصال:


istanbul ilim ve Kultur Vakfi,
Kalenderhane Mh. Cuce Çesmesi Sk. No: 6
Vefa / Fatih / istanbul
Tel: +90 212 527 81 81
Fax: +90 212 527 80 80
E-mail:




 

أرشيف المؤتمرات

13 - الإنسان في رسائل النور وجودا، ومهمة، وغاية
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
12 - مفاهيم وردت العناية بها في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
11 - وقفات مع بعض عناصر القوة المعنوية
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
10 - عنوان الملف: الأخلاق والوراثة
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
9 - المقاصد في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
8 - أسرار العبرة والتعبير في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
7 - النورسي والتصوف
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
. المؤتمر العالمي العاشر لسنة 2013
6 - دعوة رسائل النور
. الندوة العالمية الرابعة للأكاديميين الشباب
. رسائل النور في العالم: المغرب والهند
. المؤتمرات المستقبلية لموسم 2012 و 2013
5 - الرؤية الحضارية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
. النشاطات العلمية المستقبلية
4 - أسس التربية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
3 - أسس التربية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
2 - التعليم في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
1 - المنهجية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية

النور للدراسات الحضارية والفكرية
 المركز الرئيسي:  

Kalendarhane Mah. Delikanli Sk. No: 6
Vefa 34134 Fatih - Istanbul / TURKIYE
 Phone: +90 212 527 81 81 - Fax: +90 212 527 80 80