كلمة العدد الثالث عشر
أ.د. عمار جيدل
تطل عليكم مجلتكم "النور للدراسات الحضارية والفكرية" في عددها الجديد الذي نجتهد في جعله مفيدا، كيف لا نطمع في ذلك وقد أكرمنا الله بتزيين صفحاتها باستقبال مقالات جديدة لأعلام كنا ننتظرهم منذ أمد بعيد، كأنّ القائمين على المجلة لهم بهم سابق معرفة، ينتظرونهم، وقد صدق الحدس والتحقت بنا كوكبة اجتمعنا بهم روحيا ومعنويا على النهل من نبع واحد (رسائل النور) فتوحّدت بالنبع الواحد القبلة في المعرفة والمنهج والإنسان فردا وجماعة ومجتمعا وإنسانية، فبعثت القبلة الواحدة على التوحيد في كلّ شيء، فكان أن اخترنا بعضا من تلك التدليات الجمالية للتوحيد، فكان الجمال في الأسلوب مفتتح العدد، وقد جلاّه الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل في دراسته الراقية الموسومة بـ "لنورسي والبعد الجمالي في أسلوبيات القرآن الكريم"، ونحا بنا الأستاذ المساعد الدكتور حسن خالد مصطفى محمود المفتي مسلكا متمما لبيان جمال الشريعة المنبثق من سماحتها، فاختار أن يكون عنوان دراسته "دور الشريعة الإسلامية السمحاء في تثبيت الأمن العالمي".
آثرنا أن يكون ملف العدد متمحورا على الإنسان في ظل ظروف صارت التجارة بفكرة الإنسان مربحة ولكنها في الوقت نفسه مربكة، فكان اهتمامنا بالفكرة لأجل دفع التوظيف السلبي ورفع الإرباك، وفي هذا تكمن أهمية مسالك رسائل النور التربوية في الاستجابة لحاجات الإنسان المعنوية وبعثه على استجماع شروطها المادية، المؤسسة لجو داخلي لا إرباك فيه، فاستهلت الدراسات الملف بما كتبه مترجم رسائل النور إلى اللسان العربي الأستاذ إحسان قاسم الصالحي فكان" دور رسائل النور في استعادة صياغة القرآن للإنسان" عنوانا لمقالته، وفي السياق نفسه وتأكيدا للفكرة المركزية من البحث الآنف الذكر كتب الأستاذ الدكتور فاروق حمادة عن "الإنسان في رسائل النور وجودا، ومهمة، وغاية"، والبحثان السابقان كأنّهما بمثابة مفاتيح رئيسة للتدليل على أنّ ما اختارته الأستاذة شكران واحدة (ماري ويلد) عنوانا لدراستها" مؤلّفات بديع الزمان أنموذجاً لتقديم الإسلام إلى الغرب" حقيق بالعناية والتثمين والقراءة الفاحصة المستوعبة، ودراسة الأستاذة شكران وإن كانت مبيّنة للمراد بما لا مزيد على بحثها، فإنّ التفاصيل تشرحها وتيسرها سائر الدراسات، أوّلها ما دبّجه يراع الأستاذ الدكتور آدم طاطلي في دراسته الماتعة بعنوان "نظام التربية في رسائل النور"، وفي فلكها يفهم بحث الأستاذ الدكتور شَنَر دِلَك الموسوم بـ "منهج وطريقة رسائل النور وغايتها".
أجرينا في العدد حوارا ممتعا مع الأستاذ فاروق رسول يحيى تعرّفنا من خلاله على ما تحدثه رسائل النور في نفس المقبل عليها بإخلاص المثمر للشغف بها روحا ومعرفة وتمثّلا وأفقا واستشرافا.
وكما جرت العادة عرّفنا في الإصدارات بـأواخر ما نشر من المصنفات التي لها صلة برسائل النور، فوقع الاختيار في العدد على كتاب "منهج الاستنباط من القران الكريم عند سعيد النورسي في رسائل النور"، وقد صنفه: حيدر خليل اسماعيل، نشر الكتاب أثناء العام الحالي (2015)، وهو في الأصل أطروحة المصنف التي تحصّل بها على شهادة الدكتوراه في علوم القرآن.
نقلنا بعدها جهود التعريف بمصنفات الأستاذ بديع الزمان النورسي، فبدأت رحلة التعريف بها بملتقيات ماليزيا وإندونيسيا، والتي تم خلالها عرض مجريات اللقاءات العلمية الجامعية في ماليزيا بالتعاون مع مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم، والتي تمت يومي 8-9/2015، ثم انتقل الوفد لأجل المهمة نفسها إلى جامعات إندونيسية.
وفي السياق نفسه قام وفد علمي رفيع من مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم بلقاءات بحثية ومباحثات علمية أكاديمية في أمريكا الجنوبية، كانت أولاها في البرازيل، وذلك خلال الفترة الممتدة من 04-05/11/2015، انتقل للقصد نفسه الوفد بتاريخ 07/11/2015 إلى الأرجنتين، حيث نظّم لقاءات علمية رفيعة المستوى شارك فيها الأستاذ كولومبو مترجم صحيح البخاري إلى اللغة الإسبانية، وكذلك مع الأستاذ غوستاف الأستاذ في جامعة Tres de Febrero المعروفة في بوينس أيرس.
عرفنا بالمؤتمرات والندوات العلمية التي عرفتها المؤسسة في نشاطاتها، وأهمها الندوة العالمية الثالثة لمترجمي رسائل النور
عقدت في إسطنبول أيام 7-9/11/2015 في مجمّع مركز البحوث العلمية في أسكدار، إسطنبول ودامت الندوة ثلاثة أيام متوالية. تذاكر فيها المترجمون والمهتمون الصعوبات بالدراسة والتحليل، وعرض خلالها الأستاذ فاروق رسول يحي دراسة قيّمة عنوانها: الترجَمَةُ الجيِّدة -معالم وخطوط أساسية -.
وزيادة إلى ما سلف عرضنا للندوات التي عقدت في إربيل العراق معرفة برسائل النور، والتي كان لها شرف استضافة أكادميين من تركيا والعراق، وبحضور وجهاء من المجتمع، تناولت الحلقة الدراسية بعرض وتحليل نور النبوة في رسائل النور، وكان ذلك ليوم كامل ١/ربيع الأول/١٤٣٧هجرية الموافق ليوم ١٢/١٢/٢٠١٥ميلادية.
* * *
أضف تعليق
الطباعة