
المؤتمرات والحلقات الدراسية
أنشطة علمية بالمغرب
نظّم فريق البحث "الفكر الإسلامي وفن الخطاب وقضايا البيئة والمجتمع" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، والهيئة العلمية العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية بتعاون مع المركز المغربي للثقافة والتنمية والتعاون ومركز إسطنبول للثقافة والعلوم والجامعة الإسلامية العالمية ندوة علمية في موضوع "أي دور للمدرسة والجامعة والإعلام في بناء الإنسان أمام التحديات الراهنة؟" وذلك يوم السبت 05 من رجب 1436هـ الموافق 25 من أبريل 2015 بمدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، جامعة محمد الخامس، وقد شارك في الندوة نخبة من الأساتذة الباحثين والمؤطرين العلميين والإداريين لمؤسسات علمية في مختلف البلدان، فبعد الكلمات الترحيبية كان الدور على المحاضرات، على النحو الآتي: ميزة الاستكمال المعرفي ودورها في التنمية الشاملة -دراسة في رسائل النور- للأستاذ الدكتور عمار جيدل، التواصل العلمي والتكامل المعرفي عند الأستاذ بديع الزمان النورسي، للأستاذ الدكتور عبد الكريم عكيوي، كما عرض في الجلسة نفسها التجربة الماليزية من خلال تكامل العلوم والتربية على القيم، قدمها الأستاذ الدكتور بشير صوالحي، كما عرضت التجربة الفرنسية في المعهد الأوربي للعلوم الإنسانية، قدّمها الأستاذ عبد السلام الحافظي، واستمع الحضور إلى العديد من العروض النافعة.
أنشطة علمية بالمغرب حول النورسي
بمناسبة إصداره الأول "إشراقات نورية من الديار المغربية" نظم المركز المغربي للثقافة والتنمية والتعاون بالتعاون مع مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم، ندوتين علميتين بمدينة أكادير بالمغرب يومي 27 و 28 أبريل 2015 وهذا تقرير علمي جامع عنهما.
ندوة كلية الآداب بجامعة ابن زهر بالمغرب
نظمت الندوة الأولى يوم 27 ابريل 2015 م بمدرج العلامة المختار السوسي بكلية الآداب بجامعة ابن زهر بأكادير، بالتعاون مع ماستر الفقه المقارن وقضايا الاجتهاد المعاصر وماستر الخطاب الشرعي وتكامل العلوم في موضوع:
"قضايا فكرية معاصرة من خلال مدرسة بديع الزمان النورسي." بعد الافتتاح بالقرآن الكريم ألقى السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير الدكتور أحمد بلقاضي كلمته التي افتتح بها أعمال الندوة رحب فيها بالمشاركين، وذكر السياق الذي تنعقد فيه الندوة والأهداف العلمية والحضارية المرجوة منها. ثم انطلقت أعمال الندوة ببحث الدكتور عمار جيدل من جامعة الجزائر بعنوان:
- "الحرية الشرعية في رسائل النور" أورد فيه خلاصة القواعد المنظمة للحرية عند النورسي في رسائله والتي تمنحها صفة الحرية حقيقة. وأول هذه القواعد أن الحرية حقا هي القائمة على العبودية للّٰه تعالى، ومن لوازم هذه القاعدة أن "الحرية تتحرر بآداب الشرع" وبدون ذلك يطلق العنان لقوى النفس وشهواتها وذلك خطر على الحرية لأن "الخطر على الحرية هو الهوى". وعزز الأستاذ ذلك بجملة من القواعد العملية عند النورسي، وهي من آثار الحرية الشرعية مثل قوله: "لك الحق أن تقول مسلكي حق، وليس لك الحق أن تقول مسلكي هو الحق."
ثم ألقى الدكتور محمد بنتهيلة من كلية الآداب بأكادير بحثه بعنوان:
- "نظرية تجليات أسماء الله الحسنى عند النورسي" عرض فيه مفهوم تجليات أسماء الله الحسنى بعد أن عرض أصله اللغوي الذي هو الظهور والانكشاف، ووجه كونه نظرية، ثم تتبع مظاهر هذه النظرية عند بعض أعلام الإسلام عبر العصور، خاصة من الصوفية مثل ابن برجان، وابن عربي الحاتمي، والغزالي، وابن العربي. ثم توقف عند الأستاذ النورسي وبين حضور نظرية تجليات أسماء الله الحسنى عنده بقوة، وكيف أجاد رحمه الله في استثمار هذه النظرية والتعبير عنها في رسائله بضوابطها التي تجاوز بها بعض ما يبدو من الاضطراب عند غيره. وخلاصة ذلك أن نظرية التجليات عند النورسي تقوم على وحدة الذات وتعدد تجليات الأسماء والصفات، والحذر من التشبيه والتجسيم وإن الإنسان صورة لتجليات الأسماء والصفات، وإن جميع العلوم النافعة من تجليات أسماء الله تعالى الحسنى.
وكان بحث الدكتور مبارك لمين من كلية الآداب بأكادير بعنوان:
"الوحدة وتدبير الخلاف عند النورسي" عرض فيه موضوع الوحدة وتدبير الخلاف واعتبره أحد الركائز الأساسية في المشروع الإصلاحي لبديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله، ويستمد أهميته بالنظر إلى واقع الشقـــــاق والتشرذم الذي تعيشه الأمة الإسلامية. وخلاصة منهج النورسي في ذلك أن الخلاف مرض العصر، والعداوة معضلة المسلمين في هذا الزمان. وإن الوحدة فريضة شرعية وضرورة واقعية، ومن مقتضيات الفطرة والذوق السليم. وقواعد الإصلاح تقوم على مجاهدة النفس وتزكيتها، وتفعيل آلية تدبير الاختلاف. فبذلك تتحقق القاعدة الذهبية النورسية وهي: "إن مذهبي هو إبداء الحب للمحبة، وإظهار الخصام للعداء، أي أن أحب شيء إليّ في الدنيا هي المحبة، وأبغض شيء عندي هو الخصام والعداء."
ثم ألقى الدكتور عبد العزيز قابوش من كلية الآداب بأكادير بحثه بعنوان:
- "منهج التعليم والتربية عند النورسي" أورد فيه خلاصة ما انتهى إليه النورسي رحمه الله، بعد طول تأمل ومعاناة وتجربة، من مناهج جامعة لقضية التربية والتعليم، بعد أن أورد جملة من الصفات العظيمة التي تحلى بها رحمه الله أهمها الإخلاص والصدق، والتفاني في خدمة مشروع الإصلاح الذي يجتمع في إنقاذ الإيمان. ومن وجوه هذا المشروع منهج التربية والتعليم. وخلاصة ذلك يجتمع في التأليف بين أنوار الفكر والعقل وإشراقات الروح والقلب، والجمع بين علوم الدنيا وعلوم الدين، وتعليم المعارف وتنمية القيم.
وكان بحث الدكتور عبد الكريم عكيوي من كلية الآداب بأكادير بعنوان:
- "قبسات من القواعد العلمية والحكم التربوية عند الأستاذ بديع الزمان النورسي" خلاصته بيان وجه من الكتابة المنهجية عند النورسي وهو العناية بتقرير القواعد والكليات التي تضبط الفروع والجزئيات العلمية. وهذا ما جعل رسائل النور عبارة عن قواعد جامعة تقرب البعيد وتجمع المفترق. ثم عرض بعض الأمثلة من القواعد في رسائل النور في مجال التربية والتزكية، ومجال العقيدة والإيمان.
ندوة كلية الشريعة بجامعة القرويين أكادير بالمغرب
وشهدت رحاب كلية الشريعة بجامعة القرويين بأكادير الندوة العلمية الثانية يوم 28 أبريل 2015 في موضوع "الفكر والحياة من خلال مدرسة بديع الزمان النورسي." كان الهدف منها الوقوف على خاصية الارتباط بالحياة في رسائل النور وكيف تناول النورسي رحمه الله جملة من القضايا التي هي محل إشكال في العالم المعاصر، وكيف يمكن لنظرته أن تسهم في تقديم قيمة علمية وعملية مضافة إلى الفكر الإسلامي المعاصر.
بعد الافتتاح بالقرآن الكريم، ألقى الدكتور إسماعيل شوكري نائب عميد كلية الشريعة كلمة الافتتاح ثم انطلقت أعمال الندوة ببحث الدكتور عمار جيدل من جامعة الجزائر بعنوان:
- "أقصر طرق حياة الحياة في رسائل النور" جمع فيه نظرة النورسي رحمه إلى الحياة وما ينبغي أن يتحلى به المكلف من أجل بث الحياة في الحياة لتكون له حياة حقيقية. وجماع ذلك بذل منتهى الجهد من أجل الرقي، مع الحذر من الشعور بمنتهى الرضا لأنه "لن تبلغ منتهى الرضا ولو بذلت منتهى الجهد"، ولأن "التزكية في عدم التزكية"، و "كمال النفس في عدم كمالها وقدرتها في عجزها وغناها في فقرها." وطريق ذلك إظهار العجز والفقر بين يدي الله تعالى وهي طريقة السنة النبوية. ومعنى ذلك أن بداية الرقي، في الشعور بالضعف، وأن الكمال البشري يبدأ من معرفة النفس وتعهدها بالتربية وحملها على التواضع وعدم الاغترار.
ثم جاء بحث الدكتورة حبيبة أبو زيد من كلية الشريعة بأكادير بعنوان:
- "ثقافة البيئة في الفكر الإسلامي من خلال مدرسة النورسي" عرضت فيه لمعضلة البيئة التي هي من المعضلات الحقيقة في العصر الحاضر، وإن جميع دول العالم تجتهد من أجل ترسيخ ثقافة بيئية حقيقية. وعرفت الثقافة البيئية بأنها: "النظر الواعي إلى البيئة بنظر التقدير والاحترام، واستحضار قيمتها في الحياة، والتعلق المعنوي والوجداني بها ومحبتها، والعمل على صيانتها وحفظ توازنها، واحترام كل القوانين المتعلقة بها في العالم كله." ثم ذكرت أن ثقافة البيئة في شمولها وعمقها حاضرة عند النورسي رحمه الله، يظهر ذلك من خلال تأمله العميق في البيئة من حوله والنظر إليها بنظر التقدير. وجمعت معالم ذلك في قواعد جامعة عنده هي: 1- الخلق والطبيعة كتاب منظور وشريعة كونية صفتها الطهر والجمال وسمتها الإتقان والإحسان. 2- منهج تجليات أسماء الله الحسنى من مقتضياته ثقافة بيئية سليمة. 3- نظرية الجمال عند النورسي من مقتضياته ثقافة بيئية سليمة.
ثم جاء بحث الدكتور عمر بزهار من كلية الشريعة بأكادير. بعنوان:
- "المصطلحات المفاتيح لفكر بديع الزمان النورسي من خلال كتاب مفاتح النور للدكتور فريد الأنصاري" قصد منه وضع بعض معالم المنهج العلمي للإفادة من رسائل النور وحسن الاقتباس منها، وفهم مضامينها، وذلك بمعرفة مصطلحاتها التي هي مفاتح لتمام الفهم وحسن الاستيعاب. وبعد التعريف بكتاب "مفاتح النور" وجهود مؤلفه رحمه الله الدكتور فريد الأنصاري في التعريف بالنورسي، وباصطلاحاته خاصة، عرض بالشرح والتعريف لمصطلحات حاضرة بقوة عند النورسي لا تكاد تخلو منها صفحة من رسائله اختار منها: التوحيد، والإنسان، والكون، والقرآن، والانتساب الإيماني، والأخلاق.
وكان بحث الدكتور أحمد صديقي من كلية الآداب بأكادير بعنوان:
- "الفكر الإصلاحي عند النورسي" عرض فيه الجهود العظيمة التي بذلها النورسي رحمه الله من أجل إرساء منهج شامل للإصلاح، وما وضع من معالم المنهج الإصلاحي في رسائل النور. ومنطلق ذلك هو الرصد الدقيق العميق لمظاهر الركود وعلامات الضعف والعجز في العالم الإسلامي في عصره وهو أواخر الدولة العثمانية وبعد سقوطها، وهي ركود التعليم والمعرفة، ورسوخ الأنانية والاستبداد، وغلبة الشقاق والخلاف. وأما عناصر الإصلاح وبناء الحضارة فتجتمع في ثلاثة وهي: العلم والمعرفة، والإيمان، والجمال. وكل عنصر من هذه العناصر له حضور قوي عند النورسي في رسائله فهي بحق رسائل في ترسيخ الإيمان وبنائه في القلوب وتأييده بحجج العقول، وهذا الإيمان يقوم على العلم والمعرفة لأن كل العلوم تعرف بالله تعالى وأدلة على الإيمان، ورسوخ الإيمان والعلم أساس قيم الجمال.
وكان ختام الندوة ببحث الدكتور عبد الكريم عكيوي. من كلية الآداب بأكادير بعنوان:
- "مدرسة النورسي ومعضلات الفكر الإسلامي المعاصر" عرض فيه أربع معضلات هي سبب كثير من البلاء والركود الذي نزل بالمسلمين في العصر الحاضر. وهي أيضا معضلات إنسانية. وهذه المعضلات هي: معضلة الاختلاف، ومعضلة التعليم، ومعضلة الدرس العقدي، معضلة التربية والسلوك. وتتبع معالم ضبط هذه المعضلات ومعالجتها عند الأستاذ النورسي رحمه الله مما يثبت الحاجة الماسة لفكر الأستاذ النورسي رحمه الله، لأنه فكر أصيل يمتح من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومتجدد لأنه ينفذ إلى عمق القضايا الفكرية التي لها تعلق بحياة المسلمين في العصر الحاضر.
* * *