
كلمة العدد الثالث
أ.د. عمار جيدل
تسعد مجلة النور للدراسات الفكرية والحضارية أن تقدم للقراء الكرام العدد الثالث، وتعتذر عن تأخر صدور العدد عن موعده، وتسجّل اعتزازها بما حظيت به في العالم العربي من عناية واهتمام، فقد اتصل بالمجلة عدد لا يستهان به من الباحثين، وأرسلوا كثيرا من الدراسات والبحوث الجيّدة، وإذ تكبر تواصلهم، تأسف المجلة عن الرد على الأساتذة الباحثين فرداً فرداً ، نظراً لتأخّر استلام ردود بعض المحكمين.
تضمن العدد الثالث جملة من الدراسات وملف العدد، وقد أدرجنا في القسم الأول جملة من الدراسات المتنوعة، افتتحناها بنوادر البحوث، ونقصد بها عيون البحوث التي لا يعلمها إلاّ خاصة الخاصة، فكان لزاما علينا التعريف بهذه الدراسات، وأوّل ما يستحق النشر في هذا المقام دراسة العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي، الموسومة بـ “النورسي ودعوته”، وهي تشير إلى اهتمام المصلحين المبكر برسائل النور ودعوة الأستاذ النورسي، ورتّبنا بعدها البحث المميّز “سياسة العالم الإسلامي في القرن العشرين في نظر النورسي” لوزير الخارجية الحالي للجمهورية التركية، الأستاذ الدكتور أحمد داود أوغلو، البحث دراسة مميّزة للإصلاح السياسي للعالم الإسلامي كما فهمه وعبّر عنه الباحث، وكانت خاتمة الدراسات “تربية الطفل وأساليبها في التشريع الإسلامي” للباحثة سناء حسن هدلة.
خصصنا ملف العدد لبحث “أسس التربية في رسائل النور”، وقد سعينا جاهدين للوفاء بمتطلبات العنوان المختار، ولكن الكتابة النوعية المتخصصة في الفكرة الدقيقة التي رمنا بحثها قليل جدا، لهذا آثرنا توسيع دائرة الاهتمام، فكان الملف عن التربية في رسائل النور، وقد وردت إلينا جملة من البحوث، أضفنا إليها بحوث الوفاء لرجال الدعوة والإصلاح في العالم الإسلامي، وبهذا العنوان أدرجنا دراسة العلامة المرحوم الشيخ الأستاذ الدكتور فريد الأنصاري ببحثه “القرآن العظيم مصدراً للتربية السلوكية عند بديع الزمان النورسي” وهو بحث في تأصيل البحث التربوي، ثم أدرجنا بعدها دراسة في المسالك التطبيقية للتربية من خلال البحث موسومة بـ “التربية السلوكية عند النورسي” للأستاذ الدكتور محسن عبد الحميد، وكان البحث الثالث في تجليات الأبعاد التربوية في دراسة المعارف الإسلامية، ومسالك ربطها بمقاصدها التربوية، وذلك من خلال “الأبعاد التربوية في درس العقيدة عند النورسي” للباحث الواعد الأستاذ خالد محجوب، والبحث اللاحق يقرب من حيث مقاصده الكلية من البحث السابق، إلاّ أنّه يركّز على جزئية مداواة النفوس، فكان عنوان البحث “التجرد ونبذ الأنانية عند النورسي” الذي كتبه الأستاذ الدكتور جمال الدين عبد العزيز شريف، وختمنا الملف بدراسة عن أهمية التربية في المشروع الإصلاحي عند النورسي، واختار المصنف الأستاذ حسن إزرال “بديع الزمان سعيد النورسي ومشروعه الإصلاحي في التربية والتعليم” عنوانا لدراسته.
أدرجنا في العدد حوارا مع الأستاذ “محمد فرنجي” أحد أبرز الذين اختارهم الله لمعايشة نمو رسائل النور واكتمالها ونشرها في الأفاق، فقد كان الرجل أنموذج الثبات على مسلك رسائل النور مع السعي إلى تحرير مساحات إضافية لنشرها، لهذا تسعد المجلة باستضافته وتعريف القرّاء به، والتعرّف على جزء من تاريخ العمل لتثبيت الإيمان في قلوب المسلمين وإثباته لهم ولغيرهم من مكوّنات الأسرة الإنسانية، ثم كانت لنا بعدها قراءة في آخر ما جادت به دور النشر، فكانت لنا وقفة مع كتاب ضمن سلسلة شاملة “مدخل إلى سعيد النورسي ومؤلفاته” لعميد المدرسة اللاهوتية بفرجينيا الأستاذ الدكتور إيان ماركهام، وعرّفنا بعدها بالنشاطات العلمية والبحثية ذات الصلة بمؤسسة الثقافة والعلوم في إسطنبول.
* * *