
المؤتمرات والحلقات الدراسية
1– المؤتمر العالمي لبديع الزمان سعيد النورسي فرصة للقاء علماء الشرق والغرب
عقدت مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم بإسطنبول المؤتمر الدولي التاسع لرسائل النور “العلم والإيمان والأخلاق لأجل مستقبل أفضل للإنسانية”، أيام 3 و4 و5 من أكتوبر 2010، وتأتي هذه الدورة إحياء للذكرى الخمسين لوفاة الأستاذ بديع الزمان النورسي رحمه الله.
افتتح المؤتمر يوم الأحد 3 من أكتوبر بالمجمع الرياضي سنان أردم بإسطنبول، وعقدت الجلسات العلمية خلال اليومين المواليين 4 و5 أكتوبر في فندق “واو”.
ابتدأت جلسة الافتتاح على الساعة العاشرة والنصف صباحا بحضور أكثر من 14000 مشارك، من مختلف المدن التركية، وبمشاركة أكثر من 250 من العلماء والأساتذة والباحثين من أكثر من 45 دولة ومن ديانات وجنسيات مختلفة “العربية السعودية والعراق والمغرب والجزائر ومصر واليمن والأردن ولبنان والنيجر والفلبين وماليزيا وباكستان وإيران والإمارات العربية وروسيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وهولندا...”، وتصدّر المشهد السادة عبد القادر بادللي، سعيد أوز دمير، مصطفى صونغور، عبد الله يكين، محمد فرنجي، وصالح أوزجان، طلبة الأستاذ سعيد النورسي، كما شهد الحفل حضور كبار رجال الدولة منهم نائب رئيس الوزراء السيد بولند أرينج، ووزير التعليم السابق، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية السيد حسين جيلك، ورئيس البلدية الكبرى لإسطنبول السيد قادر طوب باش، ونائب رئيس الشؤون الدينية، كما حضر الافتتاح شخصيات مهمة من نواب حزب العدالة والتنمية وشخصيات أخرى، تليت بالمناسبة رسالتان موجهتين للمؤتمرين، أولاهما من رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان، والثانية من العالم الفاضل فتح الله كولن، واختتم البرنامج على الساعة الثالثة بعد الزوال بعد الكلمات الشرفية القصيرة التي ألقاها نخبة من الأساتذة المشاركين.
وكرّم بالمناسبة مترجما رسائل النور إلى الإنجليزية “الأستاذة شكران واحدة” والعربية “الأستاذ إحسان قاسم الصالحي”، وسلّمهما السيد نائب رئيس الوزراء والسيد وزير التعليم السابق هدايا رمزية.
واعتبر المتابعون بمختلف مشاربهم الحفل الافتتاحي من أهم محطات المؤتمر بالنظر إلى الكلمات القوية التي ألقت فيه، خصوصا ما قدّمه رجال الدولة، ومن أهم ما سجله الملاحظون بخصوص هذه الكلمات هو إلحاحها على الاعتراف بالجميل المعنوي والتربوي الكبير الذي أسداه الأستاذ بديع الزمان لتركيا والعالم الإسلامي والإنسانية، واعتبر البعض هذا الموقف منعطفا تاريخيا مهما في تاريخ رسائل النور، لكونها تأتي تثمينا لدورها في العالم كله، يضاف إلى رصيدها في نشر القيم الأخلاقية السامية، وفكر التسامح بين مختلف مكونات المجتمع الإنساني، وسجلت الكلمات بتقدير وإجلال عظمة شخصية بديع الزمان سعيد النورسي الإصلاحية، فقد كان أنموذجا في ثقافة العمل الإيجابي ونكران الذات، وهو ما يسّر لرسائل النور الانتشار الإثمار، ولم يكن هذا الأمر مستغربا على رجل جعل القرآن الكريم إماما، والرسول صلى الله عليه وسلم مرشدا، وسخر حياته كلها من أجل إرشاد الناس إلى تحصيل فضل التخلّق بأخلاق القرآن، والتعلّق في الحياة الدنيا بالآخرة.
وورد في رسالة السيد رجب طيب أردوغان التذكير بأن تنظيم هذا المؤتمر العالمي الكبير له شأن كبير في التعريف بفكر ومؤلفات وحياة ونضال بديع الزمان سعيد النورسي، وأنه ليس مرشدا دينيا قويا وصامدا أو عالم دين فحسب، بل تجاوز كل ذلك ليلج القلوب ويفتحها من بابها الواسع كزعيم ورائد، وختم رسالته بتأكيده على أنّ هذا المؤتمر سيكون وسيلة لفهم مؤلفات سعيد النورسي على نحو أوسع وبشكل أكبر.
وذكر السيد بولند أرنج بأن سعيد النورسي كان عالما جليلا وصاحب معرفة عالية هدفه الأسمى العلم والمعرفة، وكانت كل جهوده شرارة نورانية أضاءت في الظلمات، ذلك أنّه بالرغم من الحرمان من الحقوق وسجن ونفي مدة خمسا وثلاثين سنة، ظلّ محافظا على هدوئه ورزانته، فأكرمه الله بنجاح دعوته في عزّة وشرف إنساني رفيع، فخدم تركيا والعالم الإسلامي والإنسانية التي ذكّرها بالعزّة والشرف الكرامة.
وأكّد السيد د. حسين جيليك وفي الكلمة أنّ سعيد النورسي مفكر إسلامي كبير وعالم ومجدد ورجل سلم يَمُجُّ العمل السلبي، ناضل ضد العنصرية والظلم، فقد كانت رسائله دواء فعّالا في استئصال العنصرية، ولو استمعنا له بالقدر الكافي، لما وُجِد صراع بين الشباب الأكراد الذين في شرق تركيا والشباب الأتراك الذين في غربها.
قدّمت للمشاركة في أعمال المؤتمر أكثر من ثلاثمائة بحث، قبلت منها لجنة التحكيم، وفق قواعد علمية أكاديمية صارمة، مائة بحث ونيّف، وهو ما اعتبر دليلا قويا على المكانة المرموقة لرسائل النور في الأوساط الأكاديمية والفكرية في العالم شرقا وغربا، وخاصة في ظل جودة البحوث التي اختيرت بحسب تقرير لجنة التحكيم، إذ اختير للإلقاء المتميز ببعض الشروط المعروفة لدى لجنة التحكيم، وجرى تقديم العروض في ثلاث قاعات، وعرفت حضورا مكثفا لجمهور المهتمين برسائل النور وطلبتها، الذين حضروا خصيصا من مختلف المدن التركية لمتابعة أعمال المؤتمر، متحملين مشقة السفر والمتابعة.
وسجّل المشاركون في المؤتمر من باحثين وأكاديميين ومثقفين إعجابهم وتقديرهم بما دار من مناقشات وردود أعقبت إلقاء العروض في الجلسات العلمية والبروتوكولية، واعتبروا ذلك دليلا على صدق التفاعل مع رسائل النور وكل ما يمت بصلة للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي.
تمحورت مواضيع المحاضرات، التي ألقيت باللغات العربية والتركية والانجليزية مصحوبة بالترجمة الفورية، حول مُثُل الإيمان وعلاقته بالأخلاق والعلم ودوره في تأهيل الشعور بالمسؤولية وأبعاد وخصائص مفهوم الأخلاق استنادا للعلم والإيمان، وبيّن بعض الباحثين أنّ العجز والفقر والشفقة هي أسس مسلك الخدمة عند النورسي في حل المشاكل، كما استخرجت من رسائل النور مقترحات حلول مشاكل العنصرية والظلم الاجتماعي، وقد كان لبعضهم وقفات مع الحلول المستلة من فكر الأستاذ في مواجهة التنازع في المجتمعات المتعددة الثقافات، واستقت بعض البحوث من بديع الزمان مسالك استئصال عوامل تغذية ثقافة العنف، والحد من عادات الإستهلاك...
ونظمت بعد اختتام الجلسات العلمية، اللجنة المنظمة لقاء تواصليا مع المشاركين في المؤتمر ببحوث باللغة العربية، واشرف عليه الأستاذ إحسان قاسم الصالحي، وبالرغم من ضيق الحيز الزمني الذي استغرقه اللقاء، لظروف قاهرة وخارجة عن إرادة اللجنة المنظمة، فقد اعتبر لقاء مثمرا ومفيدا، ميّزته الصراحة، وعَبَّر أغلب المتدخلين عن سعادتهم بالمستوى الكبير الذي وصل إليه عمل مؤسسة الثقافة والعلوم في السهر على تنظيم مؤتمرات رسائل النور.
ألح الأستاذ إحسان قاسم الصالحي في بداية الجلسة على أهمية المؤتمر التاسع ودقة الظروف التاريخية التي صاحبت تنظيمه، وعن الجوانب المتعلقة بالتنظيم جدد اعتذاره عن بعض الهفوات التي شابت التنظيم وبين بأنها هفوات خارج عن الإرادة ولم تكن مقصودة.
وعن أفاق العمل المستقبلي التمس من الحضور تقديم ملاحظاتهم بخصوص سير أعمال المؤتمر إيجابا وسلبا، حتى يتم تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات في قابل الأيام، والتمس من الحضور تقديم مقترحات مواضيع وقضايا فكرية ومنهجية وفلسفية مستقاة من رسائل النور تصلح للإثراء والبحث في المؤتمرات المقبلة، وألحّ الأستاذ إحسان على الرفع من درجة التواصل الفكري والحضاري حول مائدة القرآن الكريم انطلاقا من رسائل النور.
ورفعت الجلسة بعد توجيه الشكر للجنة المنظمة على ما تقوم به مثمنة أعمال المؤتمر وما يشكله من صرح للتواصل فيما بين طلبة النور والباحثين في الرسائل بصفة عامة.
2– ندوة النورسي بألمانيا
نظمت أقدم جامعة في ألمانيا “أسنابروك يومي 8-9 نوفمبر 2010” ندوة دولية عن بديع الزمان سعيد النورسي بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاته، وشارك فيها سبعة وعشرون مفكرا وباحثا من دول عديدة “ألمانيا والدانمرك وتركيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والبوسنة والهرسك وإنجلترا”.
ونوقشت في الندوة مواضيع متعددة ولفت النظر إلى أفكار مهمة، وحضر الندوة جمهور غفير من الأساتذة وطلبة الجامعات.
عقدت الندوة خلال ست جلسات، وتمحورت على المحاور الآتية:
العلاقة بين الدين والعلم.
الفلسفة وحقوق الإنسان من منظور النورسي.
التعليم الديني في ضوء فكر النورسي.
الحريات والحداثة عند النورسي.
العدالة والحوار بين أهل الأديان.
رسائل النور وعلاقتها بالوحي.
ولعل من أهم ما شدّ اهتمام جمهور الأساتذة والطلبة في جلسة الافتتاح، المحاضرة أ.د. بولند أوجار رئيس الهيئة المنظمة للندوة ورئيس قسم العلوم الإسلامية بجامعة “أسنابورك” بألمانيا في الافتتاح وأوضح خلالها الأهمية التي تكسبها هذه الندوة، وذكر أن ندوة اليوم تدريس للعلوم الإسلامية في مدارس ألمانيا وفق ما دأبت عليه مدارس ألمانيا في تعليم التلاميذ المسلمين دينهم وترسيخه لديهم، وتخريج الأئمة والخطباء، وعبر عن فرحته العارمة بتخرج طلبة من هذه المدارس، وذكر بأنّ للندوة أثار محمودة على مشاعر وقلوب الأساتذة والشباب وأوليائهم.
أجاب في بداية محاضرته عن سؤال طرحه في المستهل: من هو سعيد النورسي ذلك الأستاذ الذي لقبه علماء هذا العصر بمجدد القرن؟ وما هي الصفات التي جعلت منه مجددا؟ وهل كانت مؤلفاته منتشرة ومستمرة إلى اليوم؟
ولخّص رسائل النور في ثلاث قضايا أساسية وهي: الإيمان والتعليم والأخلاق، وانتهى إلى القول بأنّ إجاباته عن أسئلة العصر الصعبة، كانت أجوبة فعالة وفق منظور عصري، مزجت بين العلوم الإسلامية والعلوم الحديثة، وهي مثّلت هذه المساعي محاولة جادة لبناء فكر إسلامي جديد يعالج أمراض العصر ويجيب عن أسئلته المحيرة.
وعرض أ.د. بولند أوجار، من خلال رسائل النور، الأعداء الثلاثة التي يواجهها العالم الإسلامي وهي الجهل والفقر والاختلاف، كما توقّف المؤلف عند مقترحات العلاج التي لخّصها في: العلم والتعليم والتوحد والوحدة. وأسهب في شرح كيفيتها وفعاليتها إذا استثمرت بإخلاص، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وأشار في كلمته إلى ما تميّز به الأستاذ سعيد النورسي، من نحو عنايته بالحرية وخصوصا الحرية العلمية، لما لها من مساهمة فعّالة في تحرير العلم والتعلم، مستدلا بقول الأستاذ بديع الزمان: “أسوأ شيء يمكن أن يخطر على بالي هو قمع العلم والمعرفة”، وقوله المشهور: “أستطيع أن أعيش بدون خبز، لكنني لا أستطيع أن أعيش من دون حريتي”.
لقد أولى النورسي الحرية عناية كبيرة، ذلك أنّ الحرية شرط أساسي للنمو والتطور والحياة السعيدة، ولهذا صلة وثيقة بالإيمان، فكلما تطور الإيمان قدرت قيمة الحرية وتطورت، وكلما تطورت الحرية ازدهرت باقي الميادين العلمية والسياسية والاجتماعية وغيرها من المجالات، لهذا فهي بمثابة الضوء المعنوي للعالم، ينير العالم بوجودها وتنطفئ منارته بعدمها.
ثم تساءل أ.د. بولند أوجار: هل تستطيع هذه النتائج أن تثبت نفسها، لا سيما في مثل هذه الأوقات وهذه الأماكن؟ ويجيب عن السؤال بقوله: “إنّ هذه النتائج لا تستطيع اليوم أن تعبر عن نفسها كما ينبغي، لأننا لازلنا في البداية، لكن يمكن أن يحدث ذلك في المستقبل الذي يبشر بألف خير”، وينتقل بنا بعدها إلى سؤال آخر مفاده: “أين يمكن التعبير عن اتحاد العلم والإيمان في أي مكان آخر خارج جامعة؟” في البداية سجّل أسفه لعدم إمكان التعبير عن مزج العلوم الدينية بالعلوم الحديثة بكل حرية في غير فضاء الجامعة.
وعدّ الأستاذ الإجابة عن هذه الأسئلة، تكفّل بها المدعوون من العلماء والأساتذة لتقديم عروض حول رجل علم مسلم من خلال فكره المتنور في هذه الندوة الدولية.
ترى ما هي الظروف التي أخرجت سعيد النورسي في مرحلة معينة من التاريخ؟ وما هو السبب في نجاحه الفريد من نوعه؟ وما الذي جعل بديع الزمان يظهر في فترة التغيير والتحول الجذري في العشرينيات والثلاثينيات؟
وبالرغم من الظلم الذي تعرّض، بقي ثابتا على ترك العنف قولا وتصرفا وآثر تبني العمل الإيجابي والابتعاد عن كلّ تصرّف سلبي، فقابل كل ما تعرض له ظلم وسجن ونفي بمسامحة واعتبره رسالة من القدر.
سعيد النورسي شخصية عالمية متمسك بالقيم وفق منهج أهل السنة والجماعة، مرشد ديني يعمل بما يعلم، يؤكد على ضرورة التنمية الاجتماعية، مهتم بالتصوف والعلوم الدينية في توازن، إلا أنّه ركّز على ما يتطلّبه عصره، فبذل الجهد في إنقاذ الإيمان وفق ما ينسجم والعقلية المعاصرة، وظلّ في الوقت نفسه مرتبطا بالحياة الاجتماعية وعلى اتصال بها وبكل ما له علاقة بالأمور الدنيوية التي لها بُعْدٌ مجتمعي.
وبالرغم من الميئسات كان الأستاذ كارها ورافضا للتشاؤم ونفوره من الكسل، فعرف بحب العمل والعلم والاجتهاد، كما اشتهر بالتمسك بالقدر الإلهي فلا يهاب في الله لومة لائم، قال الأستاذ رحمه الله: “رأيت رجلا مبتلى باليأس ومريضا بالتشاؤم، قال لي يوما: نقص العلماء نخاف أن ينطفئ ديننا يوما ما” فقلت له: “ما دام الكون لا ينطفئ فلن ينطفئ الإيمان والإسلام.”
العالم والمرشد الحقيقي يكون كالغنم ولا يكون كالطير كما قال بديع الزمان: “فالشاة تعطي لصغارها طعاما مهضوما على صورة حليب مصفى والطير يغذي فراخه بالقيئ”.
وينتهي المحاضر إلى القول بأنّه تعرّف على رسائل النور من خلال بعض أصدقائه، وذلك قبل التعرّف على التعرف على طلبة النور، ثم يردف قائلا: الآن قرأت حوالي سبعين بالمئة منها ولم أجد مما قرأت منها خطأ أو نقصانا أو شيئا ينافي الحقيقة الدينية أو جملة تخالف الكتاب والسنة، كنت أقرأ بنفسية الباحث عن الأخطاء أو النقص لكني لم أجد ذلك في كل صفحاتها رغم قراءتي المتفحصة، وخَلُصَ إلى الاعتراف بأنّه على قناعة بأن سبب عدم عثوري على أي خطإ أو نقصان، يعود بالدرجة الأولى إلى كون رسائل النور مستمدة من حقائق القرآن وتمثّل تفسيرا له.
وقبل أن ينهي كلمته، سجّل احترامه وإعجابه بهذا العالم الجليل، وأعرب في الختام عن احترامه وتقديره الكبيرين لبديع الزمان سعيد النورسي.
ودامت الندوة يومين آخرين تم فيهما قراءة باقي الأساتذة للمداخلات ومناقشة مواضيع متفرقة من فكر بديع الزمان.
وعقد عقب هذه الندوة لقاء عام شمل كل الأساتذة المشاركين في قصر البلدية بدعوة من رئيسها، هذه البلدية التي شهدت عقد صلح بين البروتستنت والكاثوليك إثر الصراعات الدموية التي شهدتها ألمانيا في السنوات الماضية، والتي استمرت لما يقرب ثلاثين سنة. وقد ختم اللقاء بتقديم طالب النور الأخ الكبير محمد فرنجي تذكارا رمزيا لرئيس البلدية.
* * *