المؤتمرات والحلقات الدراسية


المؤتمرات والحلقات الدراسية



الندوة الدولية الثالثة للأكاديميين الشباب


نظمت مؤسسة إستانبول للثقافة والعلوم الندوة الدولية الثالثة للأكاديميين الشباب، وذلك يومي 18 و 19 يونيو (حزيران) 2011، وانتظمت الجلسات العلمية في ورشتين، أولاهما للناطقين بالعربية، وخصصت الثانية للناطقين بالإنجليزية.


وقد شارك في الندوة 75 طالبا و 20 أستاذا من البلدان الآتية: (في القسم العربي): العراق، ومصر، والجزائر، والمغرب، والإمارات العربية، وماليزيا، والسودان، والأردن. (وفي القسم الإنكليزي): استراليا، وأمريكا، وإنكلترا، وألمانيا، ورومانيا، وإندونيسيا، وماليزيا، والهند، واليابان، وتركيا، أغلب الطلبة من الباحثين الذين يعدون بحوثهم لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه حول رسائل النور والأستاذ النورسي.


وكان برنامج اليومين الدراسيين كالآتي:


اليوم الأول: السبت 18 / 06 / 2011


افتتحت الجلسة الأولى على الساعة التاسعة لجميع المشاركين، استهلت الجلسة بكلمة رئيس اللجنة التنفيذية الأستاذ د. فارس قايا، والتي رحّب فيها بالحضور الكريم مؤطرين ومشاركين وضيوفا. ثم انتظمت الجلسات كل في قسم خاص، بحسب لغة إنجاز البحث.


القاعة الأولى: الخاصة بالناطقين باللسان العربي


افتتحت الجلسة برئاسة أ.د. محسن عبد الحميد من العراق، استهل الجلسة بطلب التعرّف التفصيلي على الأساتذة المؤطرين والباحثين المشاركين في الندوة، وطلب من الأساتذة تقديم نبذة مختصرة عن طبيعة الورقة التي يشاركون بها، كما التمس من كل باحث تقديم مختصر مركّز عن البحث المعد عن رسائل النور أو الأستاذ النورسي.


عرّف كل باحث بمشروعه، ودامت الجلسة ساعة كاملة، وبعد فترة استراحة استؤنفت الأعمال في جلسة ثانية برئاسة أ.دة. زينب عفيفي شاكر من مصر استمرت ساعة ونصف الساعة، وتقاسم الوقت المحدد المؤطرون والباحثون الشباب، استهل اللقاء بورقة أ.د. عشراتي سليمان من الجزائر وأكد على أهمية قراءة نصوص رسائل النور قراءة مستفيضة والتعامل معها بآليات الفهم الدقيق البعيد عن أسر القراءات الأيديولوجية، لافتا النظر إلى النَفَس الرسالي الذي يجب أن يستصحب في مراحل القراءة لمن أراد الاستفادة من رسائل النور والإفادة بها... وأشار إلى أنه منقطع لقراءة رسائل النور منذ أكثر من عشر سنوات، ذلك أن القراءة النافعة الاستثمارية لرسائل النور من شرطها الديمومة والاستمرارية، ومن فقد هذا الشرط كان تحصيله منها مهلهلا.


بدأت بعدها المناقشات والأسئلة ثم الردود، وقد تولّدت كلّ المواقف من رحم الكلمة التي ألقاها الأستاذ عشراتي، فكان مما شغل الباحثين، فكرة القراءة الجامعة الكلية لرسائل النور، فكان منها ما قاله الباحث المغربي حسن تلموت، هل من الضروري قراءة كلّ رسائل النور، أم أنه يجوز الاكتفاء منها بموضوع الدراسة، معللا ذلك بالرغبة في إنجاز دراسة متخصصة ودقيقة، فعلّق د. عبد الحكيم الأنيس كبير الباحثين في الإمارات العربية، قائلا: إنّه لا يمكن تجزئة رسائل النور من حيث القراءة، بل الواجب على من يريد الفهم الكامل والصحيح أن يقرأ رسائل النور بالكامل لأن ما فيها مترابط ومتماسك، وقد لقي هذا الجواب إعجابا وثناء من قبل المشاركين.


جاء الدور بعدها على المؤطّر الثاني أ.د. عمر أجة من المغرب، آثر في كلمته التوجيهية التركيز على فهم رسائل النور من جهة ارتباطها بالقرآن الكريم والسنة الشريفة، وأوضح في حديثه أنّ للأستاذ منهجا واضحا في التعامل مع القرآن الكريم والسنة الشريفة، مفاده تفسير القرآن الكريم على وفق منهج الفيض القرآني أو الإشارات الروحية التي كان النورسي يدوّنها ويبلّغها وفق ما فتح الله تعالى عليه، وأما بالنسبة لمنهج التعامل مع الحديث النبوي الشريف، فيقوم على دعائم مستمدة من مسالك الأئمة المتقدمين في الحديث الشريف من أمثال النووي وابن حجر.ووفق ما هو عليه جمهور المحدثين، ومنها أخذُه بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب.


جاء الدور بعدها على الورقة الثالثة التي ألقاها د. عبد الحكيم الأنيس من الإمارات العربية المتحدة، ضمّن محاضرته بيانا في كيفية قراءة رسائل النور لمن أراد أن يجعلها منهجا ويقيم عليها دراسة علمية، فعرض فكرته في قسمين، خصص الأول لجملة من النفحات والخواطر المستلة من حياة الأستاذ النورسي ورسائل النور، ثم بسط القول في القسم الثاني في ذكر خمسين قاعدة وضعها في فهم رسائل النور وآلية التعامل معها، كما عرض فيها لكيفية الابتداء بإعداد البحوث، ونذكر بعضا منها للفائدة:


من البديهي أن نقول أولاً:


– يجب أن تقرأ كل ما كتبه الأستاذ بلا استثناء.


– أعد قراءة ما قرأت، على قاعدة: قراءة كتاب مرتين خير من قراءة كتابين.


– تهيأ نفسياً وقلبياً للدخول إلى عالم النور.


– علِّق على ما تقرأ حالاً ولا تؤجل كتابة ما يخطر لك.


– لا تتعجل بالحُكم على أمرٍ لم تستوعبه.


– لا تسرع إلى إنكار حديث ضعيف أو موضوع قبل البحث عنه من جديد.


– اعمل لنفسك ملفاً بعنوان: رجال حول النورسي.


– ارفع صوتك بالقراءة وهذا الأسلوب سيضطرك إلى معرفة ضبط ما تقرأ، وهذا سيقوي علاقتك باللغة، ويجعلك على صلة حية بالمعاجم.


– سيخطر لك وأنت تقرأ خواطر مهمة عن موضوعات لم تجدها أخذتْ حظها من الدرس والنظر فاكتبها حالاً فلعلك تنهض لتحقيقها بنفسك أو تقترحها على آخرين.


ورفعت الجلسة الصباحية، ثم استؤنفت الفترة المسائية على الساعة الثانية ظهرا، واستهلت بالجلسة الثالثة التي ترأسها أ. د عمار جيدل من الجزائر، وافتتحت الجلسة ببحث دة. ليلى محمد على جمعة من العراق، وقد تطرّقت لـ “فعل الأمر منهجا تربويا في رسائل النور، المثنوي العربي نموذجا”، ووضحت في ورقتها مغزى نعت المثنوي بالعربي ثم النوري، وأشارت الدكتورة إلى أنّ الهدف من تأليف المثنوي العربي، المشترك مع هدف تأليف الإمام جلال الدين الرومي لمثنويه الفارسي، هو تجديد الإيمان وترسيخه، وذكرت أنّ لغة المصنَّفين متمايزة، ثمّ أكّدت بعدها على أنّ المثنوي العربي يمثّل كتابا تربويا بصياغة عاطفية، كما قامت بجرد الأفعال الواردة فيه، فوجدت أن الغالب فيه الابتداء بفعل الأمر وخلصت بعدها إلى الإشارة إلى أن النورسي أحس بضرورة العناية بفعل “اعلم”، فما من صفحة إلاّ وتضمّنت ذكره مرة أو مرتين لأجل هذا سماها بالإعلامات.


وكان د. إياد فوزي توفيق من السودان ثاني المحاضرين بورقته الموسومة بـ “الإيمان والأخلاق وسيلة لفهم رسائل النور”، عرض فيها التعريف بدعوة القرآن الكريم إلى التدبر والتفكر، واستعرض بهذا الصدد العديد من الآيات الكريمة وأقوال الأئمة في أن العناية بعلم التفسير وسيلة فعّالة في الدفع على التدبر ثم الفهم، لهذا عدّ الاهتمام بتكرار القراءة الباعثة على فهم رسائل النور من أهمّ المسالك الباعثة على اكتساب التدبّر، وبهذا الصدد نصح المحاضر الباحثين الشباب بالصبر على المطالعة وتكرار القراءة، حيث يكسب المتدبّر في نصوصها ترسيخ الثوابت الإيمانية المتضمّنة فيها، واستجلاب المقاصد الإيمانية التي حوتها، حماية للشباب من السقوط الأخلاقي كما أكد على ضرورة قراءة رسائل النور في إطارها الزمني وألا تكون بمعزل عنهما.


وبعد الفراغ من الورقة جاء الدور على الاستفهامات والمناقشات والتعقبيات، فكان من المتدخلين الطالب سيد عبد اللطيف من مصر، واقترح على الأساتذة عرض موضوعات جديدة صالحة لنيل الدرجات العلمية الأكاديمية، وخاصة في ظل المشاكل التي يعانيها الطلبة في وقتنا الحاضر، وبانتهاء الجلسة وبعد راحة قصيرة عقدت الجلسة الرابعة برئاسة د. أحمد محمد سالم من مصر حيث أعطى المجال فيها لـ دة. فيروز عثمان من السودان لتلقي ورقتها الموسومة بـ “قواعد التعلم وفهم رسائل النور”، ركّزت فيها على الإخلاص عند الأستاذ النورسي، وبيّنت أهميته في العمل بشكل عام وأشارت إلى نصوص الأستاذ عن الإخلاص، كما في اللمعة العشرين والحادية والعشرين، واستثمرت الدكتورة الفرصة لتذكير الباحثين بوجوب الظفر بالإخلاص والحفاظ عليه، إذ هو سبب في قبول الأعمال ودوامها ونيل أجرها، بحسب ما استقته من أدبيات الأستاذ رحمه الله، وتأكيدا لهذه المعاني سردت العديد من أقواله المؤكّدة على أهمية البعد عن هوى النفس وحظها، وحثّت في السياق نفسه على اتباع القرآن والسنة، لأنّهما رأس التقدّم المنشود وقبول الأعمال حين تخلص النية، كما أنّها أهم ما يستعان به على فهم رسائل النور، ومن أراد حسن الفهم والتمثّل فعليه ترك التكلف والأخذ من رسائل النور بحسب الطاقة، ووضعت قاعدة في فهم الدرس والاستفادة منه بالتركيز والابتعاد عن كلّ ما من شأنه تشتيت الأفكار.


وأشارت الدكتورة إلى فراسة الأستاذ التي أكسبت رسائل النور مكانة سامقة، وزادت تلك الميزة ظهورا في دعوتها إلى سيادة الشخصية المعنوية المعروفة بـ “روح الجماعة” في فهم رسائل النور، وعدّة التفكر والتقوى والصبر أهم وسائل فهمها والاستفادة منها.


واستهلت التعليقات بكلمة رئيس الجلسة د. عبد الحكيم الأنيس، أكّد فيها على كثير من المعاني التي تضمّنتها الورقة، حيث بيّن أنّ قيمة رسائل النور تكمن في فهمها فهما صحيحا واستيعابها، الذي هو بحاجة إلى تصفية النفس لتتهيّأ لنيل معانيها الرفيعة.


عرض بعدها المشارك الثاني د. مأمون فريز جرار كلمته التي عنوانها: “وقفات مع رسائل النور وواقعها في العالم العربي” استهلها ببيان رؤيته الخاصة عن رسائل النور في العالم العربي، وعطف عليها التذكير بدور العلماء المجددين ورثة الأنبياء في التأسيس للبعث الحضاري المرتقب، وخص في هذا المقام الأستاذ النورسي بحديث مسهب، ذلك أنّه يمثّل رأس المجددين الكبار في تركيا، فهو فيلسوف ومفكر وفقيه حضاري وعبقري فريد وداعية مجدد من دعاة النهضة ومدافع عن إنسانية الإنسان، ثم عرض الدكتور تجربته في التعريف برسائل النور، حيث قام بتسجيل صوتي لرسائل النور، أنجز منه إلى الآن ثمانية مجلدات وسينتهي منها قبل شهر رمضان بإذن الله.


ذكر بعدها جملة المعيقات التي تحول بين القارئ والرسائل، ومنها فهم النص على غير حقيقته أو فهمه بطريقة غير قويمة، ومنها أيضا التعامل مع الرسائل تعاملا أكاديميا جافا، خاصة عند أولئك الذين أهملوا الأبعاد الرسالية والدعوية، وعدّ المحاضر أنّ التعامل معها وفق هذا المسلك المجزّئ ظلم لها.


واعتبر المحاضر ما شرحه الأستاذ من حقائق إيمانية وفسره من آيات قرآنية من قبيل العلم اللدني، وعطف الدكتور على ذلك ببيان تركيز رسائل النور من جهة تعريفها بإعجاز القرآن الكريم، واهتمامها بالتفكر من جهة أخرى، وأشار بهذا الصدد إلى أنّ الأستاذ طبّق نظرية النظم، ولا سيما في إشارات الإعجاز، التي حمل رايتها الشيخ عبد القاهر الجرجاني، كما كانت له عناية بالإبداع في ابتكار نظرية التصوير الفني في القرآن الكريم التي اشترك فيها مع الشيخ سيد قطب.


حانت بعدها فرصة التعقيبات والمداخلات والأسئلة، واستهلت بكلمة الدكتور محسن عبد الحميد أضاف فيها أن النورسي تتبع خاصية التجليات الربانية في الكون وأنه استطاع أن يصل إلى آخر نقطة كونية وأن يشرح الأسماء الحسنى وفق تجلياتها في عالم الشهادة.. ثم رفعت الجلسة في حدود صلاة العصر.


أشغال اليوم الثاني: الأحد 19 / 06 / 2011


بدأت الجلسات في اليوم الثاني على الساعة التاسعة والنصف صباحا وقد ترأس الجلسة الأولى أ.د. عشراتي سليمان من الجزائر وبدأت الكلمة الأولى أ.دة. زينب عفيفي شاكر ذكرت في كلمتها كيفية تعرفها برسائل النور. وأهمية قراءتها قراءة كاملة..


ثم بدأت مداخلة الأستاذ الدكتور عمار جيدل (المذكورة خلاصتها أدناه) ثم تعاقبت الجلسات طوال اليوم في مناقشات علمية حول قضايا الطلاب وبحوثهم. تخللتها فترات استراحة قصيرة.


ملخص ورقة أ.د. عمار جيدل:


عرضت ورقة أ.د عمار جيدل من كلية العلوم الإسلامية جامعة الجزائر (بن يوسف بن خدة): استهلها المحاضر بالتوقف عند جملة ملاحظات، تساءل في الأولى، فقال: أستطيع أن أقول بناء على خلسة ملكوتية (روحية) بالقاعة التي استضافت باحثين من الفضاءات التي تكتب باللغة الإنجليزية، إنّهم يفكّرون فيما لا نفكر فيه، ويقولون غير ما نقول، فلماذا يفكرون بغير طريقة تفكيرنا؟ سؤال حقيق بنا العناية به والتفكير فيه بالجدية اللازمة.


وذكر في الملاحظة الثانية أنّ من متطلبات البدايات في كل شيء، التجاوز في التقويم، أي التساهل من غير تضييع عُمَد البحث العلمي المنهجي، من هنا ثمّن المحاضر اهتمام مؤسسة الثقافة والعلوم بإستانبول بالبحث العلمي الشبابي الأكاديمي ولكن الأجود أن يكون هذا المسعى سببا في منع التسيّب في البحث وتشجيعا للبحث العلمي الأكاديمي الرصين.


انتقل بعد الاستهلال إلى مضامين ورقته والتي حصرها في جملة من النقاط.


أولها، حاول فيها الإجابة عن السؤال الآتي: لماذا هذا اللقاء؟، وخصص الثانية لبيان موانع البحث العلمي الرصين في الكتابات باللسان العربي، وختمها بعرض سُبُل تلافي القصور والتقصير المشار إليه في الثانية.


أولا: لماذا هذا اللقاء؟


التساؤل عن عنوان اللقاء، بقصد إرجاع الأمور إلى نصابها، أكّد في المستهل بأنّ عنوان اللقاء، وفق ما وضعه القائمون هو “الندوة الدولية الثالثة للباحثين الأكاديميين الشباب”، وعرض خلالها التوقف عند جملة من المحطات:


1– من المخاطب في هذه الندوة الدولية؟


الأصل أنْ تكون فكرة اللقاء واضحة عند المُؤَطِر “الأستاذ” قبل المؤطَر “الباحث”، لأنّها إنْ كانت غامضة في فكر الأعلى، فإنّها ستكون غامضة عند الأدنى ضرورة.


المخاطب في هذه الندوة هو الشاب الأكاديمي، ولهذا الاختيار متطلبات، رأسها التقيّد في التأطير والتوجيه بما ينسجم وهذه الملاحظة، من هنا ينتظر استبعاد مخاطبة باحث في المطلق، والتركيز على باحث مخصوص بمواصفات مخصوصة، وفي إطار شروط معرفية وتكوينية معيّنة.


فالباحث الشاب له جملة من المواصفات، يتطلب استحضارها في وضع خطة التوجيه والتكوين، من هنا فالأصل في التوجيهات أنْ لا تغفل المؤهلات الذهنية والمعرفية للأكاديمي الشاب، فضلا عن توفّر وثائق البحث من عدمها، وأن تكون المقترحات التوجيهية متناغمة مع امتلاك الباحث للوسائل المادية والمعنوية التي تيسّر له الإنجاز، فضلا عن توافق المقترح مع قَيْد الزمن الذي تضعه مؤسسات التكوين (للماجستير فترة زمنية محددة، وكذلك الحال بالنسبة للدكتوراه)، وكلّ التوجيهات التي تهمل هذه الشروط، للباحث أن لا يعد نفسه مخاطبا بها، وهو محق فيما انتهى إليه.


2– ما غاية هذا اللقاء؟


يعلم الخاص والعام بأنّ للبحث العلمي مقاصد من التكوين، والغايات من البحث التكويني محل اتفاق، فتلخصت الغاية من الماجستير في إكساب الباحث دربة على المعارف المنهجية التي حصّلها في الدروس النظرية، فيكشف الباحث عن استيعابه للمعارف المنهجية والقدرة على تمثّلها في البحث المنجز، وكلّ ذلك في كنف إشكالية واضحة أو أطروحة يريد المرافعة عنها بآليات منهجية واضحة، أما بالنسبة للدكتوراه، فيطلب من الباحث أن ينجز بحثا مبدَعا يرافع من خلاله عن أطروحة أو يحل إشكالية.


وفي ضوء ما سلف، فإنّ الباحث الذي لا يتوفّر على دراية جيّدة بالأبجديات المشار إليها، ليس حريا بالانتساب إلى الدراسات العليا، ومن كانت معرفته في هذا المجال مزجاة فإنّنا لا ننتظر أن يكون مشروع البحث واضحا في ذهنه.


وينتظر أن تستدرك مؤسسة الثقافة والعلوم هذا الخلل بالتكوين المنهجي المتزامن مع ورشة التكوين الخاص بالكتابة عن رسائل النور وبديع الزمان النورسي.


ثانيا: موانع البحث العلمي الرصين في الكتابات باللسان العربي:


1– الجذور المعرفية للباحث:


يعلم أنّ البحث في رحاب الخبرة المعرفية الإسلامية يستمد فيه صاحبه الموقف مما يدرس من خزّان معرفي، يمثّل الجذور المعرفية للباحث والمتلقي، ولهذه الجذور آثار لا تنكر على الاختيارات والإنجاز العلمي، والغالب أن يصدر الباحث في مواقفه عن مرجعية (مدرسية أو اجتماعية أو شخصية أو علمية سواء كانت دينية أو فلسفية أو معرفية...)، وتكمن خطورة عدم الانتباه إليها في البحث فيما يأتي:


أ– بناء على الجذور يفحص ويمحّص المعارف التي يدرسها، كما يستدرك عليها بما استوثقته نفسه من معارف مستمدة من الجذور المشار إليها.


ب– فشو السلبيات في القراءة المؤطرة بالجذور المشار إليها، ويتجلى هذا الأمر فيما يأتي:


– شيوع التقويل المبطّن والذي من وسائله القراءة الجزئية لرسائل النور وحياة الأستاذ بديع الزمان النورسي.


– استعمال كلمات الأستاذ واقية من الصدمات، من نحو استثمارها في الخصومات الفكرية والمذهبية، وهو ما رام الأستاذ النأي بالرسائل عنه، هذا مع المخالفين في الأصول، فكيف مع الموالفين فيها؟


– ينتج هذا النمط من الدراسات صورا متشاكسة عن رسائل النور، كأنّها مجموعة من الجزر التي لا رابط بينها.


– شيوع البحوث المصطنعة لمقاصد مخالفة للغايات التي حددتها رسائل النور ووضعها الأستاذ.


2– العقلية المصنوعة في المشرق:


خلق الله الإنسان (مطلق الإنسان) باستعدادات وقابليات، يشترك فيها الشرقي والغربي، العربي والأعجمي، ولنظام التكوين دور في تنمية تلك الاستعدادات أو تجفيفها أو إلغائها، والعقلية هي نتاج نظام التكوين، لهذا لا تأتي من فراغ، بل هي صنيعة نظام اجتماعي تعليمي وبحثي وللسياسة أثر عليه، فليس من طبيعة العقلية في الشرق أن تكون وفق نمط معيّن في التفكير والتدبير، ولكنّها أصبحت وفق هذا النمط المعيّن بفعل العوامل المشار إليها أعلاه، فامتازت الكتابة باللسان العربي (العبرة بالقاعدة وليس بالاستثناء) بما يأتي:


أ– غلبة الكتابات التمجيدية على حساب التحليل والفحص والتمحيص فضلا عن الاستدراك، وغالبا ما ترمي هذه الدراسات إلى الاستقواء بمضامين رسائل النور وكلمات الأستاذ في التغلّب على رأي مخالف أو الظهور على تحليل مناوئ، وقد يميل فريق آخر من الباحثين إلى إنجاز بحوث إشهارية، ولأنّها أنجزت من قِبَل غير الموثقين يكون لها مفعول التشهير بمن كتبت عنه أو كتبت فيه.


ب– لعلّ من سلبيات هذا النمط من البحوث تضخيم الحاشية أو الهامش على حساب صلب (متن) البحث، بل كثيرا ما تتحوّل الحاشية إلى أصل والأصل يتحوّل بسبب عدم وضوح الرؤية إلى حاشية يمكن الاستغناء عنها، ولو أجلت النظر في الكتابات للاحظت ذلك بالعين المجرّدة، ويرجع الأمر بحسب تقديري إلى الذهول عن أصل موضوع البحث، فيضطر الباحث إلى التفصيل في غير بابه سدا لباب النقص الذي تخيّله في حجم البحث لا في مضمونه.


ج– يلاحظ التعامل الجامد مع مصطلحات تطورت دلاليا في المنظومة الفكرية للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي المتجلية في رسائل النور، يظهر هذا التعامل جليا في المسألة السياسية.


ثالثا: كيف السبيل إلى تلافي القصور والتقصير المشار إليه:


ليس من قصد الورقة عد ما سبقت الإشارة إليه، بل القصد معرفة الخلل بقصد تلافيه، والعمل على بعث ثقافة منهجية، تؤسس لعمل علمي أكاديمي رسالي، وبما أنّ البحث العلمي الأكاديمي لا يستورد، بل ينتجه المعني (الباحث) بناء على مكابدة ومعاناة شخصية ذاتية، فإنّه ينتظر من الباحث أن يتوقّف مليا عند المحطات الرئيسة في البحث العلمي الأكاديمي الجاد، وتتلخًّص هذه المحطات في جملة من المتطلبات:


1– المتطلبات المنهجية:


أ‌– حدّد إشكالية بحثك بدقة، أما إن كنت بصدد أطروحة ترافع عنها، فحددها بدقة أيضا، ثم بيّن الدراسات السابقة وما تستدرك عليها في مشروعك المقترح، فإن لم يكن للباحث إشكالية يرغب في حلّها أو أطروحة يرافع عنها؛ فليس حَرِيا بالتسجيل لنيل درجة علمية، من هنا لا يتصور علميا وبحثيا أن نطلب من الأساتذة التكرم بذكر تفاصيل موضوع أو مشروع، كالذي سجّل موضوعا في منهجية رسائل النور، ثم يطلب من الأستاذ تفاصيل الموضوع، والحقيقة أنّه طلب أقرب إلى الخيال، يحوّل الباحث من باحث منقّب إلى آلة تسجيل، ومن أنجز بحثا وفق هذا المسلك، هل يحق له أن يطلب تصنيفه في خانة الباحثين أم في خانة آلات التسجيل؟


ب‌– أجب بدقة لنفسك قبل الآخرين، ماذا تريد بهذا البحث أو مشروع البحث، وما درجة قرب هذه المقاصد بمقاصد المُصَنَف (رسائل النور)، هل تريد الفهم أم تريد تلوين بحثك بلون ما لأجل التلبيس؟ أم تريد تقويله لأجل الخلوص بأقواله إلى حيث تريد من غير نظر في ما ترمي إليه رسائل النور، وباحث هذا شأنه لا ينتظر منه أن يكون معرّفا برسائل النور أو منتفعا بها، بقدر ما يريد توظيفها في سياقات مخصوصة.


ج‌. إذا كانت مقاصدك موافقة لمقاصد المصنف، يفرض الترتيب المنهجي للإنجاز التساؤل عن مصادر أو مصادر الإنجاز، فإن امتلكت شيئا منها، انتقلت إلى اكتشاف آليات الخلوص إلى المطلوب، فتساءلت عن آليات بلوغ المراد.


2– المتطلبات المعرفية الخاصة برسائل النور:


ينتظر من الباحث أن يكتشف بنفسه لا بالنقل المميزات العامة لرسائل النور، لهذا نستبعد من البداية إمكان الاستفادة من المميزات إنْ كانت مستوردة من غير فحص وتمحيص دقيقين، نعم للاستفادة من الخبرة المعرفية المتعلّقة بالعمل العلمي المتعلّق برسائل النور، ولكنها ليست بديلا عن الباحث في الاكتشاف الذاتي لعمد البحث وتفاصيله، ويفرض الخلوص إلى المتطلبات المشار إليها ما يأتي:


أ‌– تكتشف المميزات العامة لرسائل النور بالقراءة الشخصية الشاملة المتكاملة، وفق منهج تحليل استقرائي، يخلص بالباحث إلى القواعد الكلية (الكليات) بناء على تتبع الجزئيات، وهذا يمتنع بلوغه بجهود غيرك، فأنت صاحب الدور الرئيس في اكتشاف الجزئيات والربط بينها لأجل الخلوص إلى الكليات في إطار فهم شامل ومتكامل.


ب– الأصل أن يعمل الباحث على اكتشاف ميزة الاستيعاب والشمول في رسائل النور، شمول يكاد يغطي مجمل الميادين، رأسها السعي إلى استيعاب المدارس الإسلامية على تنوّعها، فهي دعوة إلى تجاوز الثنائيات الحدية (الباطن/الظاهر، العقل/القلب، العلم والعمل، السلفية/الصوفية...) والتنبيه إلى حاجة الأمة إليها، بل وحاجة كل جهة إلى ما يكمّلها من الجهة الأخرى، فكما أنّ سلامة الظاهر بخراب الباطن كلام لامعنى له، وهو ليس أقلّ شناعة من عناية بالباطن مع إهمال الظاهر، والشأن نفسه بالنسبة لسائر الثنائيات، فالقول بسلامة القلب من غير عمل يتجلى فيه سلامته إدّعاء فارغ لا شاهد إثبات له.


مقتضى هذا المسعى نفي النفي وإقصاء الإقصاء وعداوة العداوة، وكلّ من رام تلوين الرسائل بغير ألوانها الحقيقية أعيته الوسائل، وانكشفت حيلته ولو بعد حين.


ت– تؤسس رسائل النور لثقافة العمل الإيجابي، ومقتضى هذه الميزة التركيز على النواحي الإيجابية عند الآخرين، وإهمال التوقّف عند السلبيات، وكلّ من ركّزت على إيجابياته تنويها ونشرا، انتبه إلى إيجابياتك، والتكامل بين الإيجابيات في الأمة يحدث المنعطف المهم في نهضتها، ذلك أنّ من ركّزت على إيجابياته يتمنى لقاءك في كل لحظة، بل يتمنى أن يراك في المنام كما يراك في اليقظة.


ث‌– القراءة الفاحصة المتمعّنة لرسائل النور تدعو في الغالب الأعم إلى تمثّل مضامينها، تسعف قارئها على تمثّلها، فتنتج فيه الرغبة في التغيّر بالمكابدة والمعايشة، وهذا يستبعد الخلوص إليه بمجرد معاشرة رسائل النور أو مجاورتها.


ج‌– تمثّل رسائل النور قيمة معرفية وحركية نوعية مضافة في سياق العمل للإسلام في عصرنا الحاضر، بشرط اختيار المدخل الصحيح إلى رحاب رسائل النور، الرسائل ليست مشروعا مزاحما لما هو موجود، بقدر ما تمثّل إضافة نوعية لما هو موجود طلبا لأمر مفقود فيه، فالباطنية لأجل بعث عنايتهم بصلاح الظاهر، والظاهرية لأجل بعث عنايتهم بصلاح الباطن، إنّها نوع لفت نظر إلى ضرورة اجتماع القلب والعقل الدافعين إلى العمل بمقتضى الشريعة، إنّها دعوة علمية شاملة، مؤدّاها تطهير القلب بتمام اللجوء إلى الله، وإذا تطهّر قائد البدن تطهّرت سائر الجند، ورأس الجند العقل، وامتثلت سائر الأعضاء، فيجتمع في مسلك رسائل النور قناعة العقل وطهارة القلب والعمل بمقتضى الشريعة الغرّاء.


مقتطفات من قضايا النقاش في الندوة الثالثة للباحثين الأكاديميين الشباب:


عرضت قضايا كانت مثار جدل كبير في الندوة الدولية للأكاديميين الشباب، منها مواضيع المشاريع التي قدّمت، وخاصة البحوث التي تناولت بالدراسة والتحليل مشاريع في علوم الآلة أو مناهج إنتاج المعرفية في رسائل النور، ولعلّ رأس ما أثار النقاش الدراسات اللغوية والأصولية والتاريخية بل وحتى الفكرية.


تناولت المباحث اللغوية بالدراسة والتحليل من خلال مساهمة الأساتذة وعلى رأسهم الدكتورة ليلى محمد علي جمعة المشار إليه أعلاه، كما ظهرت العناية بالجوانب اللغوية في الرسائل من خلال مشروع الباحث دلير عبد الله أحمد من السليمانية في العراق، ومشروع الباحثة غنية محمد تومي من جامعة بسكرة من الجزائر، ومشروع الباحث هشام فروم من جامعة عنابة من الجزائر، وتناول المباحث المتعلّقة بأصول التفسير من خلال مباحث الاستنباط الباحث حيدر خليل إسماعيل من جامعة الموصل بالعراق، وتناولت بالدراسة والتحليل الجوانب التاريخية لطلبة النور (1960–1997) الباحثة العراقية إيمان شريف غانم من جامعة الموصل، كما أثارت مشاريع أخرى نقاشا حادا بسبب غربة الباحثين عن مشاريعهم، كأنّهم جاءوا إلى الندوة لأجل تصوير بحوث جاهزة عوض مباشرة البحوث بأنفسهم، أو استقاء مضامينها من الأساتذة مباشرة دون عناء.


وسجّل أثناء النقاش العام استغراب الميل إلى الكتابة في مشروع لا صلة لمتبنيه بمضمونه، كما لوحظ أنّ مشاريع الدراسات التاريخية غُيِّب فيه الضبط المنهجي وتحليل الدراسات السابقة وبيان ما يستدرك عليها.


وسجلت في الموقف من الدراسات السابقة مواقف متباينة بين المؤطرين، فقد مال الأستاذ الكبير العلامة محسن عبد الحميد من العراق إلى ضرورة رفض إدارة ندوة الباحثين الأكاديميين الشباب إدراج عرض أوراق مشاريع البحوث التي لا تركّز على المشروع الحضاري لرسائل النور، بينما مال الأستاذ إحسان قاسم من تركيا إلى قبول عرض هذه المشاريع خاصة إذا كان الباحث من فضاء معرفي وأكاديمي ليس فيه العناية الكافية بالكتابة عن رسائل النور، بينما مالت مجموعة أخرى من المؤطرين على رأسهم الدكتور عبد الحكيم أنيس من الإمارات والأستاذ الدكتور عمار جيدل من الجزائر إلى أنّ إدراج عرض مشروع في الندوة لا يرتبط بالضرورة بالرؤية الحضارية لرسائل النور، بل يكفي لقبول إدراجها أن يكون موضوعها رسائل النور، سواء تعلّق الأمر بدراسة لغة رسائل النور أو مسالك استنباط فيها أو فلسفتها أو جمالها الفني أو...، ذلك أنّ الندوة خاصة بالباحثين الأكاديميين الشباب الذين اختاروا رسائل النور موضوعا لمشاريعهم البحثية.


كما عرفت جلسة اليوم الثاني عرض ورقة الدكتور أحمد محمد سالم أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا بجمهورية مصر العربية، عرّف الباحثين من خلالها على تجربة الكتابة عن النورسي من خلال بحثه الذي نال به درجة الدكتوراه في الفلسفة، وبيّن المحاضر أنّ الكتابة عن النورسي تحتاج إلى زاد منهجي ومعرفي رصين، ييسّر للباحث التحكّم في عناصر مشروعه، وركّز المحاضر على أنّ الكتابة المثمرة تحتاج إلى مزاولة بحثية ذاتية ليس فيها للعشوائية والارتجال مكان.


وفي اليوم الثالث كانت سفرة بحرية في البوسفور لمشاهدة الجمال السحري لإستانبول، اشترك مع الضيوف كثير من المهتمين برسائل النور، استغرقت حتى المساء.


وفي الليل كانت جلسة مفتوحة لتقويم الندوة بصورة عامة انتهت بعد منتصف الليل، وبالرغم من الصراحة التي طبعت الجلسة، إلاّ أنها كانت جلسة حميمية، يسّرت للباحثين والمؤطرين التوافق على العناية العلمية الدقيقة بمشاريع البحث بالمزاولة الشخصية وليس بالتلقين أو النقل أوالسماع، وفق الأساليب المنهجية المعهودة في الدراسات الأكاديمية.


القاعة الثانية: الخاصة بالناطقين باللسان الإنكليزي


بدأت الجلسة بمداخلة أ.د. سيد فريد العطاس أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الوطنية في سنغافورة بعنوان “تكوين المفهوم والنظرية في رسائل النور” ووضح مصطلح المفهوم وأنواع النظريات وكيفية تكونهما بما في رسالة الخطبة الشامية من مفهوم “اليأس”.


أما المداخلة الثانية فكانت للأستاذ الدكتور بلال قوشبنار الذي أمضى سنين في تدريس الفلسفة في جامعة مك كيل في كندا وهو الآن أستاذ الفلسفة الإسلامية في الجامعة الأهلية في البحرين. وكانت مداخلته بعنوان “الدلائل في رسائل النور” موضحا كيفية الدفاع عن دعوى ومعرفة الدلائل الفلسفية والدينية، فتطرق إلى الدلائل المستوحاة من العقل والقلب والوحي والوجدان... وفتح المناقشة مع الطلبة حول أنواع الدلائل في رسائل النور. وخلصوا إلى أن الدلائل في رسائل النور ليست قاصرة على نوع معين فقط بل متنوعة تميّزت بالشمول والتكامل.


جاء الدور بعدها على أ.د. سعيد اوزروالي رئيس قسم الإنسان والمجتمع في جامعة يلدز التكنولوجية بإستانبول. فقدّم بحثه الموسوم بـ “السير التاريخي والأعراف” وبين تاريخ رسائل النور وسياقها، وتطرق إلى التفسير والتأويل والاجتهاد والمجدد وأمثالها من الاصطلاحات. وخصص قسما من مداخلته في “كيفية قراءة النص وتحليله”.


كانت المداخلة الأخيرة للأستاذ الدكتور أيان ماركام رئيس المعهد الديني في فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية وأستاذ الفلسفة الأخلاقية. وقد ألف ثلاثا من الكتب في فكر النورسي. وكان عنوان مداخلته “المنهجية في رسائل النور” وأكد على أن ما عرضته الحضارة في الوقت الحاضر من مقاييس للمعرفة، هي مقاييس غير منطقية، ونبّه المحاضر في السياق نفسه إلى أنّ منهجية النورسي مستندة إلى القرآن، تلك المنهجية التي أسست لقاعدة أن الحياة الدنيوية لا تكتمل من دون الحياة الأخروية. واستغل الدكتور الفرصة للتطرق إلى جانب مهم من حياة النورسي وهو أنه مع تقواه العظيمة كان سمحا مع الآخر بصرف النظر عن انتمائه.


أما الأكاديميون الشباب فقد تعهدوا بإحضار ورقة يضمنونها ما تعلّموه في الندوة لغاية نهاية الشهر السابع...


وختمت الندوة الثالثة للأكاديميين الشباب بحفل عشاء حضره جمع غفير من طلبة النور ووجهاء إستانبول، على رأسهم الأستاذ مصطفى صونغور (حفظه الله ورعاه) الذي بالرغم من حالته الصحية الصعبة، أبى إلاّ أن يشارك الأساتذة المؤطرين والضيوف الكرام حفلهم، وشباب الباحثين، فرحة عملهم المنجز، وختمت الجلسة بتسليم شهادات المشاركة لكل المشاركين من الأساتذة والباحثين، وبالمناسبة كرّمت المؤسسة الأستاذ الدكتور أيان ماركام لما قدّمه من مؤلفات نوعية عن رسائل النور، فقد صدر له ثلاثة كتب باللغة الإنجليزية، كما كرّم بالمناسبة الأستاذ الدكتور عمار جيدل لما يبذله من جهود في رئاسة تحرير المجلة.


* * *


 

أرشيف المؤتمرات

4 - أسس التربية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
3 - أسس التربية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
2 - التعليم في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية
1 - المنهجية في رسائل النور
. المؤتمرات والحلقات الدراسية

النور للدراسات الحضارية والفكرية
 المركز الرئيسي:  

Kalendarhane Mah. Delikanli Sk. No: 6
Vefa 34134 Fatih - Istanbul / TURKIYE
 Phone: +90 212 527 81 81 - Fax: +90 212 527 80 80