
كلمة العدد السابع
أ.د. عمار جيدل
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، يطل عليكم العدد السابع من
مجلتكم"النور للدراسات الحضارية والفكرية" بحلة جديدة تلونّت بما وصلها من مادة
علمية رصينة، استوعبت جملة التخصصات المندرجة في العلوم المنهجية المنبثقة عن معارف
الوحي، مستفيدة في تقرير مباحثها ونسجها بما حوته رسائل النور، فقد حوى قسم
الدراسات بحوثا في درس العقيدة وأخرى في أصول الفقه وثالثة في مباحث الأخلاق، وختمت
بدراسة فكرية عميقة عن شمولية الإسلام وفق رسائل النور، ففي درس العقيدة كتب
الأستاذ عبد المجيد النجار بعنوان: "منهجية النورسي في الاستدلال على الحياة
الآخرة"، وفي أصول الفقه كتب الأستاذان وثيق بن مولود وعمار جيدل وقفات مع رسالة
الاجتهاد للأستاذ النورسي، وفي الأخلاق نشرنا للأستاذ العزاوي، "المنظومة الأخلاقية
عند النورسي"، وختمت الدراسات بدراسة الأستاذ محمد خليل جيجك ببحثه الموسوم بـ:
"النظرة الشمولية إلى العدالة عند النورسي".
وحاولنا في العدد السابع تخصيص ملف عن البُعْد الصوفي في رسائل النور، وقد آثرنا
استعمال مصطلح "التصوف" بالصيغة المتداولة ووفق ما ارتضاه الباحثون، من غير أن
يستفاد منه إقرارنا بهذا الاستعمال في رسائل النور، ذلك أنّ للأستاذ تحفّظ عن عرض
حقائق الإسلام مبعثرة منفصلا بعضها عن بعض.
استهل الملف ببحث الأستاذ عبد المنعم يونس الموسوم برؤية النورسي للتصوف المعاصر،
وفي السياق نفسه معالة الأستاذ أحمد محمد علي حنطور عن نظرات في الأدب الصوفي عند
النورسى، وبحث الأستاذ عبد الرزاق الغول عن بديع الزمان سعيد النورسي والتصوف،
وختمنا الملف بدراسة الأستاذ مصطفى بنحمزة الذي تجلت فيه أهمية روحانية النورسي
المتبصرة في عالم مادي متأزم.
أجرت المجلة في العدد حوارا مطولا مع شخصية علمية مرموقة وازنة في الفكر الإسلامي
والتربية والتفسير، فقد كانت لنا في العدد جولة في أعماق فكر الأستاذ محسن عبد
الحميد، حاولنا من خلال الحوار اكتشاف مواطن الجدة في رسائل النور كما تبدّت
للأستاذ محسن، فكان الحوار فرصة لتذكر بواكير الاهتمام برسائل النور، ومواطن
الإفادة منها في الحاضر والمستقبل.
تابعنا للقرّاء الكرام النشاطات النورية في العالم، مسجلين في المستهل التعريف
بالندوة العالمية لمترجمي رسائل النور؛ ثم رسائل النور في جامعات الشرق الأقصى،
وندوة الجزائر التي شارك فيها الأستاذ إحسان قاسم الصالحي، وختمت الجولة النورية
بسلسلة لقاءات نورية في السودان، والتي أطّرها أفاضل من السودان فضلا عن الأستاذ
إحسان قاسم الصالحي، والأستاذ مأمون جرار.
وأخيرا وليس آخرا، ننتظر المجلة من الباحثين المتابعين لحركة الأفكار مساهمات جادة
ونافعة، يسعف بها الكاتب الإنسانية بأنوار الوحي لاسترداد فطرتها والعودة إلى
اعتدالها المنبثق عن تزكية النفس وطهارة روح ونقاء العقل وفعالية في شعاب الحياة.
* * *