
المؤتمرات والحلقات الدراسية
الندوة العالمية لمترجمي رسائل النور
نظمت مؤسسة "روبا" للثقافة والعلوم الندوة العالمية لمترجمي رسائل النور إلى لغات العالم في مدينة اسطنبول، بتاريخ 27-31 غشت (أغسطس) 2012 ودامت أعمال الندوة خمسة أيام، واشتملت الفعاليات على لقاءات علمية عامة وخاصة، تمحورت في مجملها على موضوع الترجمة، ولاسيما ترجمة رسائل النور.
شارك في الندوة جملة الذين ترجموا رسائل النور إلى لغاتهم الأصلية أو اللغة المتداولة بينهم، وقد عرض المشاركون خبراتهم في التعامل مع نص الرسائل ونقله إلى اللغة المتداولة بينهم، وحضر الفعاليات مترجمون من أكثر من خمسين دولة، منها روسيا، وألمانيا، والهند، وتانزانيا، وملاوي، وأندونيسيا، وماليزيا، والصين، وإيران، وبنغلاديش، وباكستان، وإيطاليا، وهولندا، والولايات المتحدة الأمريكية...
افتتحت الندوة بآيات بيّنات من الذكر الحكيم، وكان أول المتحدثين الأستاذ أردال آيدين سكرتير الندوة، فقدّم نبذة مختصرة عن المؤسسة وأعمالها وواجباتها، ورحب بالحضور الكرام، وشكر المترجمين على تجشّم المصاعب والبذل من أوقاتهم في ترجمة الرسائل، فضلا عن العناء من حضور إلى اسطنبول من مختلف بقاع المعمورة.
ثم تحدث عميد كلية الهندسة في جامعة يلدز التقنية الأستاذ الدكتور يونس جانكال، أشار في مداخلته، بعد الشكر والترحيب، إلى أسباب ترجمة رسائل النور إلى لغات العالم، والتي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
- رسائل النور تساعد الانسان على إنقاذ ايمانه باثباته الالوهية والربوبية والايمان والنبوة والاخرة بشواهد ملموسة ومقروءة في الكون.
- رسائل النور من القرآن استلت ووفق منهجه مخاطبة العقل والقلب في آن واحد، فقررت المسائل الإيمانية بطريق الإثبات العقلي والمنطقي، بعيدة عن السفسطة واللغو، وخاطبت إنسان العصر وقدمّت حلولا لمشاكله، وفّرت له بما منه يتعلّم المسالك المنهجية في التعامل مع المستجد من المشاكل الجديدة أو المتجددة.
تدخّل بعدها الدكتور أحمد آق كوندوز عميد الكلية الإسلامية في روتردام بهولندة، فأشار إلى أنّ رسائل النور ليست ملكا خاصا بجماعة في تركيا أو في العالم الإسلامي، بل هي مُلك العالم بأسره، لأن الكل بحاجة إلى المعاني السامية التي تضمّنتها رسائل النور. واستشهد في هذا المقام بقول الأستاذ النورسي: إنّ الرسائل ليست ملكي ولا مني بل هي ملك القرآن.
وبعده تناول الكلمة الأستاذ إحسان قاسم الصالحي محقق رسائل النور ومترجمها إلى اللسان العربي، مدير مركز بحوث ودراسات رسائل النور، فأشار إلى ما موجزه المسائل الآتية:
بيّن في البداية بأنّ الأستاذ كان يعلم أهمية رسائل النور للمسلمين في العصر الحدث، وأهميتها بالنسبة للإنسانية، لهذا كانت العناية بالترجمات محاولة لنقل أنوار الرسائل التي رام الأستاذ تبليغها للعالمين، من هنا كانت الترجمة تحقيقا لبعض ما قصده الأستاذ من رسائل النور.
- وأصل العناية بترجمة الرسائل إلى العربية ترجع إلى الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله، فيعود إليه الفضل بعد الله بحثّه على ترجمتها إلى اللغة العربية، وهو ما دفع شقيقه الملا عبد المجيد إلى ترجمة بعض الرسائل الصغيرة إلى العربية، كما وأن الأستاذ النورسي أرسل رسائله النورية إلى السعودية والشام ومصر وكان يبغي من ورائها ترجمته إلى العربية والأوردية، ولكن شاء الله أن لا تنشر ترجمة هذه الرسائل بنطاق واسع في زمانه، فنحن نسير في الدرب الذي فتحه الأستاذ النورسي وطلابه.
- حققت رسائل النور وترجمت نصوصها تحقيقا للقصد المشار إليه أعلاه، فالترجمة ليست إلاّ تبليغا لرسائل النور إلى العالم العربي الذي يمثّل بعض مكوّنات الأمة الإسلامية، وبهذا نكون قد اندرجنا في سلك المراعين لوصية الأستاذ في تبليغها.
وذكر جانباً من مشاعره أثناء ترجمة رسائل النور:
أقول عن نفسي والله شاهد على ما أقوله أنه:
- لولا عناية الله الكريمة ورعايته الشاملة لما كنت أجرأ على القيام بترجمة مؤلَّف بهذا العلو في الأسلوب والعمق في المعاني، فأنى لي القدرة على القيام بها وأنا لم أزاول الترجمة من قبلُ ولا باع لي في الأدب ولا في اللغة.
ولكن العجز الذي كنت أشعر به في نفسي والضعف الذي كنت أحسه في قابليتي، أصبحا شفيعين لي لدى الرحمة الإلهية الواسعة التي التجأت إليها، فما أن توجهت بفضل الله إلى خدمة القرآن الكريم برسائل النور، حتى هيّأ المولى الكريم المدد من كلّ جانب، فأغرقنا الأفضال بالعون فمن تصحيح وتشذيب وإرشاد وتوجيه، وتبييض مسودات الترجمة وتخريج أحاديثها الشريفة، ومراجعة اللغة والأسلوب من قبل مَن يُشار إليه بالبنان في الأدب او اللغة لينظر إلى أسلوبها وسلاستها، تعاونت جهود الجميع في إخراجها في ثوب قشيب وأسلوب لا يخل بروح ما رام الأستاذ تبليغ للأمة والإنسانية.
وهكذا، إذا أراد الله شيئاً هيأ له أسبابه، فظهرت الترجمة بفضله وكرمه، ليست ترجمةً حرفية يُقصد بها الأمانة وحدها ولا ترجمةً حرة يُقصد بها الإبانة فحسب، بل ترجمة أصيلة خالية من اللكنة الأعجمية وافية للمعنى، حتى أثنى عليها كثير ممن يشهد لهم بعلو الكعب في اللغة والأدب، قائلين إنها: ترجمة لا يحس معها قارئ رسائل النور بأنه يقرأ نصا أصليا كتب باللغة العربية، فلا يشعر القارئ بشخص المترجم بينك وبين النورسي.
- يقر الأستاذ إحسان بأنّ العيش في ظلال رسائل النور وروحها الفيّاضة يسّر تشرّب القلب والعقل بالمعاني التي رام النص الأصلي إبلاغها، فالمخزون اللغوي، يعجز عن تبليغ روح النص المترجم ما لم تتشرّب روحُه وينشرح صدره وقلبه بالمعاني والأفكار التي يقوم بترجمتها، وتأثير التشرّب الروحي والانشراح القلبي في المترجم والقارئ أكثر من تأثير الألفاظ الجميلة والجمل الرنانة.
- ومع قلّة الحيلة اللسانية لم يكن له سابق عهد بالترجمة، فإنّ الالتجاء إلى قدرة الله بالعجز والضعف الانساني، والتواصل الروحي والقلبي مع المترجَم ضرورة من ضرورات الترجمة. أما صياغة الألفاظ والمعاني فهي تأتي مسرعة بقدر ذلك الالتجاء والتواصل المعنوي.
وختم كلامه بنصيحة قدّمها له أحد الإخوة قائلاً:
إنك يا أخي تقوم بعمل جليل، وهو تفسير للقرآن العظيم يُعرَض على الله جل وعلا، فلا تكتب شيئاً من دون وضوء. والتزمت بفضل الله بنصيحته طوال فترة الترجمة التي استغرقت إحدى عشرة سنة من السنين العجاف التي قضيناها في العراق، تلك هي سنوات الحروب المتتالية.
وختم الأستاذ إحسان قاسم الصالحي كلمته ببيان ما ينبغي على مترجم رسائل النور مراعاته في ترجمة رسائل النور.
1- إخلاص النية لله، لأننا نؤمن بأن الترجمة ستعرض عليه يوم يقوم الاشهاد.
2- الشعور بالعجز المطلق والاعتماد على الله، حيث تنفتح في أثناء الترجمة أبواب رحمته تعالى بما ليس في الحسبان.
3- قراءة المادة قبل الترجمة عدة مرات، والأفضل قراءة كليات رسائل النور أو على الأقل قراءة السيرة الذاتية للأستاذ النورسي، وبلوغ التشرب الروحي للمادة.
4- الاعتناء بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من حيث ضبط الشكل والتخريج.
5- الترجمة الأصيلة خالية من اللكنة الأعجمية وافية للمعنى، مع عدم التقيّد بحرفية النص واستعمال ما يفهمه القارئ من الأسماء وغيرها، وعدم إطلاق العنان للترجمة بالمعنى.
6- الحفاظ على المصطلحات وتمييزها عن معناها اللغوي وإيضاحها في الهامش.
7- الحفاظ قدر الإمكان على صيغة الجملة؛ استفهامية، تعجبية، إنكارية... الخ.
8- توضيح ما يمكن أن يُعترض عليه من قبل القارىء.
9- التثبت مما قد يجهله المترجم، ومحاولة الوصول إلى المصدر.
10- وضع تعريف مبسط لكل ما يرد في النص من أعلام أو مواقع وغيرها.
11- تمييز حواشي المؤلف عن حواشي المترجم، مع الاهتمام بالتنقيط.
12- إشراك أكبر عدد ممكن من المصححين والمنقحين.
وذكر سبب قيامه بترجمة رسائل النور قائلاً:
عقب المحاضرة التي ألقيتها حول ترجمة رسائل النور في قاعة كلية الآداب في الدار البيضاء بالمغرب (في فبراير سنة 1998)، سألني أحد الطلبة:
"ما الذي دفعك للقيام بهذا المجهود الضخم بترجمة كليات رسائل النور في تسعة مجلدات من اللغة التركية إلى العربية، فإن جميع المصادر الإسلامية هي باللغة العربية ومنها تُترجم إلى اللغات الأخرى، فما الذي دفعك بالسير المخالف هذا؟"
وكان جوابي جملة قصيرة:
أخلاق طلاب النور وسلوكهم الإسلامي. وكل من قرأ رسائل النور هو طالب نور، ولا أزكّي على الله أحداً.
نعم، عند لقائي طلاب النور في سنوات السبعينات من القرن المنصرم لمست الإسلام حياً نابضاً ومعيشاً في حلّهم وترحالهم، بل كشفتُ فيهم صفاء الإيمان ونقاء الوفاء وصدق الإخلاص ودوام العطاء، واستشعرت بالاطمئنان والسكينة تغمران قلوبهم.
فكيف نالوا هذا القدر الوافر من السلوك القويم والإيمان العميق الذي ينعكس نوره حتى على ملامحهم ناهيك عن أعمالهم وحركاتهم، على الرغم من حرمانهم من اللغة العربية بل حتى من الحروف العربية، بعد ما فعل بهم الهدم والتخريب ما فعل؟ لا شك أن السر يكمن في رسائل النور التي يقرأونها ويتدارسونها، ولا شيء غيرها.. فلقد حيل بينهم وبين مصادر الإسلام كافة بتغيير الحروف إلى اللاتينية، بل حيل بينهم وبين القرآن الكريم.. وغدت لهم هذه الرسائل المصدر والمرجع لاستلهام حقائق الإيمان. وبفضل الله سبحانه وتعالى استطاعت هذه الرسائل بروحها القرآنية أن تأخذ بأيدي طلابها من الإيمان التقليدي إلى الإيمان التحقيقي والعروج بهم إلى معرفة الله سبحانه وتعالى.
واستمرت الندوة بعرض المشاركين أوراق عمل تضمنت التعريف بخبرتهم في ترجمة رسائل النور، وقد اتفقت كلماتهم على الاعتراف بكرم الله وعنايته التي أحاطت بهم، فيسّرت الأعمال، وخفّفت عليهم تحمّل أعباء الترجمة وعناءها، كما عرّفوا بجملة المعوّقات التي واجهوها أثناء الترجمة والسبل الكفيلة بتذليلها.
وحضر الندوة الطلاب المقربون من الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي: الشيخ محمد قرقنجي ومحمد فرنجي، وحسني بايرام، وعبدالله يكن، وتحدثوا عن ذكرياتهم مع الأستاذ النورسي وحركة ترجمة رسائل النور في العالم العربي والاسلامي.
بتصرف؛ حازم ناظم فاضل: كاتب ومترجم
* * *
رسائل النور في جامعات الشرق الأقصى
كانت بداية أول خدمات رسائل النور في الشرق الأقصى بماليزيا سنة 1980، وتجلت العناية برسائل النور بدءا من ذلك العام، وأثمرت تلك الجهود ولواحقها عبر الزمن في انتقال خدمات رسائل النور من مجرد تعريف عام إلى اهتمام أكاديمي في عناية الكليات والجامعات بمعرف رسائل النور، بدأ هذا الأمر بالظهور منذ 1999م، إذ يمكننا أن نتكلم بعد هذا العام عن خدمات في التعليم العالي في الكليات والجامعات.
تحوّل الاهتمام بها إلى عمل أكاديمي، وتولّت رعايته في مستهل المسيرة جامعة "كابانسان"، فقد نظمت أول ندوة دولية دامت ثلاثة أيام وحضرها أساتذة وباحثون من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ومصر وأستراليا والفلبين وإندونيسيا وبروني وتايلاند... كما شارك أكاديميون من مختلف الجنسيات في المناقشات وإثراء المحاضرات.
أعقب هذه الندوة دراسات مشتركة بين الباحثين والأساتذة، فقامت عدة جامعات بالشرق الأقصى بعقد ندوات ومؤتمرات دولية، فقد عقدت بماليزيا 15 ندوة وبأندونيسيا 16 ندوة وبالفلبين وأستراليا أكثر من ثلاث ندوات وغيرها من بلدان الشرق الأقصى... كما قام الطلاب والباحثون القادمون من الدول الشرق آسوية بإنجاز دراسات وبحوث، وإصدار مصنفات استفادوا في تأليفها من زيارتهم لاسطنبول ومكوثهم المدد طويلة فيه قصد البحث وزيارة مكتبة مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم، كما زياراتهم فرصة لعقد ندوات مع أساتذة بالمؤسسة، ونتيجة لهذه اللقاءات العلمية الدورية ظهرت العناية لدى الطلبة والباحثين برسائل النور، فكان من ثمارها أن سجّل طلبة لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه -في بلدان الشرق الأقصى- بحوثا تتمحور حول رسائل النور وبديع الزمان، وأنهى بعضهم بحثه ومنهم من ينتظر مداوما عليها، حتى إن بعض الأساتذة الذين تخرجوا من المدارس الدينية قاموا بإنشاء كراسي علمية لتدريس رسائل النور في جامعاتهم.
عقدت مؤخرا مجموعة ندوات ومؤتمرات ولقاءات فكرية بماليزيا بالاشتراك بين مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم وفرع المعهد العالمي للفكر الإسلامي أيام 03-05 ديسمبر 2012 حضرهذه اللقاءات المتنوعة ثلة من الأساتذة والباحثين من مختلف أنحاء العالم، وقد نظّم الندوة وفق البرنامج الآتي:
يوم الاثنين 03 ديسمبر، عقد لقاء بمعهد الإتحاد الإسلامي في الجامعة العالمية الإسلامية تمت فيه مناقشات وتبادل أفكار بين مفكري المعهد وباحثيه من جهة وبعض أعضاء مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم من جهة أخرى، واستثمر اللقاء لتنظيم زيارة جماعية إلى مديرية تنسيق التواصل بماليزيا.
يوم الثلاثاء 04 ديسمبر، سجّلت الجلسة حضورا مكثّفا للمفكرين والأساتذة والباحثين وعموم الطلبة، واستهل اللقاء العلمي بكلمتي الافتتاح، ألقى الأولى رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي أ.د. هاشم كمالي، والثانية كانت من رئيس مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم أ.د. فارس قايا مسؤولا المؤسستين الساهرتين على تنظيم الندوة، وهما صاحبا الفكرة نظريا وتطبيقيا، ولهما يعود الفضل بعد الله في إخراجها إلى الواقع. فتحدثا عن بديع الزمان سعيد النورسي ورؤيته للمعرفة والعلم، وكذا مسألة مزج العلوم الدينية بالعلوم العقلية وأنها مقاربة مهمة وضرورية في الفهم والاستيعاب والتطبيق.
كما تم في السياق نفسه التطرق إلى كيفية معالجة هذا الموضوع في رسائل النور بالأمثلة التطبيقية العملية، وعرض وبيان بعض المفاهيم التي اعتنت بها رسائل النور، منها وقفتهما عند: المعنى الاسمي والمعنى الحرفي ومضمون كل منهما.
عقدت المحاضرات في ثلاث جلسات تم من خلالها إبداء الأساتذة والباحثين مختلف وجهات النظر حول الموضوع لما يمتلكونه من خبرات واسعة واطلاع عميق في مجال رسائل النور، تم تلا ذلك الإجابة عن الأسئلة التي طرحت من قِبل المتابعين من الجمهور، وذلك من أجل مزيد بيان لغامض أو فهم لأفكار وتعميق لأخرى.
يوم الأربعاء 05 ديسمبر عقدت بجامعة "بوترا" ندوة في شكل مناقشات في مائدة مستديرة لمدة ثلاث ساعات، شارك فيها العديد من الأساتذة والباحثين والطلاب، وختم اللقاء بالإجابة عن استفسارات واستفهامات وأسئلة جمهور الحضور، فكانت الفرصة مواتية للتأكيد على مقاصد رسائل النور وحقيقتها.
وقد عرضت أعمال الندوة وفق البرنامج المبيّن أسفله:
محور الجلسة الأولى: مكانة وأهمية المعرفة والإيمان والعلم والأخلاق من أجل مستقبل أفضل للإنسانية:مقاربة سعيد النورسي.
رئيس الجلسة: أ.د. كريم دوكلاس.
1- أ.د. كولن تورنر من جامعة دورهام بإنجلترا.
قراءة الكون، سعيد النورسي ومفهوم المعنى الحرفي والمعنى الاسمي.
2- أ.د. يونس جانكال من جامعة عدنان مندريس بتركيا.
رؤية سعيد النورسي للمعارف وطريقته العلمية.
3- أ.د. ذو الكفل حاجي محمد يوسف والسيدة بتانيا كارتيكا مفلح من ماليزيا.
تقوية الإيمان بالإشارات الجمالية للقرآن؛ مقاربة ونهج بديع الزمان سعيد النورسي.
محور الجلسة الثانية: رؤى سعيد النورسي في النهضة والعلم.
رئيس الجلسة: د. داوود باتشيلور مشارك من ماليزيا.
1-أ.د. محمد سيروزي من المعهد الدولي للدراسات الإسلامية المتقدمة بماليزيا.
بعض أفكار بديع الزمان في إحياء العلوم بالعالم الإسلامي.
2-ذة. محشِد تورنر من جامعة دورهام بإنجلترا.
هل يمكن قياس الآثار الصحية -الروحية والبدنية- علميا للدين والمعنويات؟
محور الجلسة الثالثة: تصور سعيد النورسي لمفهوم التجديد بالمقياس الحضاري.
رئيس الجلسة: السيد عبد الكريم عبد الله، باحث من المعهد الدولي للدراسات الإسلامية المتقدمة بماليزيا.
1-أ.م.د. فضل الله جميل، من جامعة العلوم بماليزيا.
تأثير وهيمنة بديع الزمان سعيد النورسي على العالم المالوي، تقييم عام.
2-أ.م.د. صائم قاياديبي من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
سعيد النورسي واستعادة معالم الحضارة برؤاه العالمية: الصراع الأنطولوجي (علم الوجود).
3- د. محمد فريد علي،باحث من المعهد الدولي للدراسات الإسلامية المتقدمة بماليزيا.
الرحمة والشفقة باعتبارهما وسيلة للقناعة؛ استشهادات خاصة لبديع الزمان النورسي من رسائل النور.
* * *
ندوة الجزائر واللقاءات في السودان
الجزائر- مدينة أدرار
اشترك وفد من مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم في الملتقى الدولي الرابع عشر الذي نظمته كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية بالجامعة الأفريقية أحمد دراية بأدرار- الجزائر، وذلك في 18-20 /11 /2012. وكان الوفد يتألف من الأستاذ إحسان قاسم الصالحي والأستاذ سعيد أوزادالي، وما إن حلاّ في مطار "أدرار" حتى استنشقا نسائم تلك المدينة الطيبة بصفائها المادي والمعنوي. وكانت الهيئة التدريسية للكلية تنتظر قدومهما واستقبلوهما استقبالا أخويا صادقا. وفي اليوم التالي بدأت الجلسات العلمية فقدم الأستاذ إحسان بحثه الموسوم بـ "الاتجاه السنني في التغيير الحضاري، الإمام بديع الزمان سعيد النورسي نموذجا" وكان الإقبال ظاهرا على وجوه الحاضرين ومداخلاتهم الجادة، أعقب ذلك لقاء الأستاذين مع طلبة وطالبات الدراسات العليا في قاعة خاصة بهم دامت أكثر من ساعة. وقد استقبلهما السيد رئيس الجامعة في ديوانه وقدم له الأستاذ إحسان المجموعة الكاملة لكليات رسائل النور هدية لمكتبة الجامعة. وحضر كل من تلفزيون الجزائر وإذاعتها وسجلتا مقابلة مع الأستاذ إحسان.
سلسلة لقاءات نورية من السودان
نظمت بحمد الله زيارة ميمونة إلى السودان تضمنت لقاءات متعددة ومثمرة افتتحت بمحاضرة أقيمت في قاعة الشهيد الزبير، ثم تلا ذلك عدة أنشطة بكل من جامعة الخرطوم وأم درمان والجامعة الإفريقية العالمية وجامعة الجزيرة، ومعهد إسلام المعرفة، بالإضافة إلى كلمة ألقيت بعد صلاة الجمعة ألقاها الأستاذان الجليلان ذ. إحسان قاسم الصالحي ود. مأمون فريز جرار حظيت باهتمام المصلين، تلا ذلك اجتماع بعد صلاة الجمعة في مدرسة النور في الخرطوم.
يوم الاثنين 10 ديسمبر 2012:
في فجر يوم الاثنين وصل للخرطوم وفد كريم من طلبة رسائل النور يضم الأستاذ إحسان قاسم الصالحي مدير مركز البحوث لرسائل النور بتركيا والدكتور مأمون جرار من الأردن والأستاذ سعيد أوزدالي من تركيا والإخوة حميد أيانيك وسميح شامل من تركيا، وقد للوفد جلمة من اللقاءات العلمية في جامعات سودانية.
جامعة الخرطوم بالسودان:
قدمت جامعة الخرطوم -أعرق جامعة في السودان- دعوة رسمية للأستاذ إحسان قاسم الصالحي لتقديم ورقة علمية في مؤتمر العلوم الإسلامية قاعدة البناء الحضاري المنعقد في الخرطوم يومي 11 و12 ديسمبر 2012 الجاري في قاعة الشارقة، وكان عنوان الورقة: "جهود الإمام النورسي في تأصيل العلوم"، وقد قدّم الأستاذ إحسان ورقته مباشرة بعد افتتاح أشغال المؤتمر، وكان ذلك عند الساعة الحادية عشر صباح يوم 11 ديسمبر2012، ولقيت المحاضرة استحسان الحضور الذين أثرَوْها بالنقاش، ثم أضاف الأستاذ الدكتور مأمون جرار مزيداً من المعلومات عن جهود بديع الزمان النورسي تجاوب معها المستمعون، وقد استثمر مركز رسائل النور للدراسات والبحوث الدعوة الرسمية لزيارة الخرطوم فنظم ندوات متعددة في أماكن مختلفة، فكان منها:
الندوة الدولية:
عقدت ندوة كبرى في قاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات الدولية بعنوان: "جهود بديع الزمان النورسي في تجديد الفكر الإسلامي" بالتعاون مع منتدى النهضة والتواصل الحضاري ومركز حراء الثقافي، وقد حضرها كثير من الباحثين والمتابعين والمحبين لرسائل النور من الجنسين، واستمع الحضور لتعقيب أ.د. عبدالرحيم علي، مدير معهد الخرطوم للغة العربية والمدير السابق لجامعة إفريقيا، ويعد الأستاذ عبد الرحيم من العارفين والمحبين لرسائل النور والمثنين على بديع الزمان وجهوده، وتلته مداخلات وتعقيبات من قِبَل السادة أ.د طارق نور، والشيخ د.أحمد عبدالجليل الكاروري، زيادة إلى كثير من محبي رسائل النور.
مساء يوم الإثنين 10 ديسمبر 2012:
على تمام الساعة الثامنة مساءً أقبل حضور من جنسيات مختلفة ممن يقطنون بالسودان شيباً وشباباً طلابا وباحثين رجالاً ونساءً ليجتمعوا على محبة رسائل النور ومؤلفها في ندوة عقدت بقاعة المؤتمرات بجامعة إفريقيا العالمية بعنوان: "دور رسائل النور في يقظة الأمة" تعاون في تنظيمها مركز رسائل النور ومركز حراء الثقافي. وقد تضمنت كلمات ذكرها الأستاذ إحسان قاسم هزت وجدان الحاضرين وحركت هممهم؛ حيث إنه ركز في كلمته على أهمية الشعور بالبعد الأخروي كأساس ليقظة الأمة، ثم طاف بهم أ.د مأمون جرار في سياحة في عالم النور من مرحلة ميلاد الأستاذ وكتابة الرسائل وجهوده وجهاده التي يرى الناس بركتها في تركيا والعالم أجمع. وقد قدّم للندوة الأخ الصحفي أنس دفع الله بحثا وهو من طلاب النور في الخرطوم بأسلوبه الرائع، لقي استحسان كثير من الحضور.
مساء يوم الثلاثاء 11 ديسمبر 2012:
وعلى الساعة الثامنة مساءً من هذا اليوم حلّ وفد مركز البحوث لرسائل النور بتركيا ضيفاً على مركز حراء الثقافي، وسقى الأستاذ إحسان قاسم الحضور من جنسيات مختلفة (الأتراك ودول شتى) كأساً من منهل المثنوي العربي النوري باللغة العربية وشرحاً بالتركية، وكم كانت البركات تتجلى ومنظر الحضور متأثرا بكلمات رسائل النور.
صباح يوم الأربعاء 13 ديسمبر 2012:
في الساعة العاشرة صباحاً عقد الوفد الزائر لقاء بالأستاذ السموأل خلف الله وزير الثقافة السابق ومدير مؤسسة أروقة الثقافية، وهو ممن زاروا جناح رسائل النور في معرض الكتاب وممن زاروا المدارس النورية في تركيا وأهديت له نسخة من كليات رسائل النور سابقاً، وقد أثنى على جهود الأستاذ ورسائل النور وجدد رغبة مؤسسة أروقة في دعم نشرها للناس وتبصير الباحثين لكتابة البحوث عنها.
مساء يوم الأربعاء 13 ديسمبر 2012:
وعند الساعة الثانية عشرة ظهرا زار الوفد مركز عبد الله بن مسعود وهو مركز خيري يهدف لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية للنساء في مختلف الأعمار، وعقد لقاءً بإدارة المركز الذين طافوا بالوفد في جنبات المركز شارحين مقاصده وقد أبدى الأستاذ إحسان إعجابه بالمؤسسة وعمليها في مجال خدمة القرآن الكريم، ولم يستطع إكمال حديثه من تأثره بما رأى، فجاء الدور على مستلم الميكروفون الدكتور مأمون جرار فأقلع بهم في رحلة إلى أجواء النور الربانية ومؤلفها وجهوده، وفي السياق نفسه أبدت مديرة المركز إعجابها برسائل النور، وسجّلت بأنّ الرسائل ومؤلفها دخلت قلوبهم بيسر وأحسوا أنها تخاطب وجدانهم من الوهلة الأولى.
مركز الطالبات في جامعة أم درمان:
استضاف مركز الطالبات بجامعة أم درمان الذي يضم اثنتا عشرة كلية مختلفة التخصصات، كان اللقاء عند الثانية والنصف ظهراً، فعقدت ندوة: "دور رسائل النور في يقظة الأمة" وكانت كلمات الثناء والتجاوب الكبير من الحاضرات دليلا على أثر المحاضرة، وزادها الحضور بإقبالهم الشديد على معرض الكتاب المتزامن مع فعاليات الندوة، وقد طلبت الجامعة عقد محاضرات وندوات أخرى ومزيداً من الجرعات الإيمانية في المرات القادمة.
معهد إسلام المعرفة في جامعة الجزيرة:
الشوق واللقاء كل من أحب الرسائل وإن بعدت المسافات ديدن طلاب النور، فانطلق الوفد الزائر عقب صلاة الفجر إلى مدينة "مدني" حاضرة ولاية الجزيرة تلبية لدعوة كريمة من معهد إسلام المعرفة بجامعة الجزيرة، وقد بدأت الندوة عند العاشرة صباحاً لتنتهي عند الحادية عشرة.
وقد كانت المحاضرة تحت عنوان: "جهود بديع الزمان النورسي في تطوير الفكر الإسلامي"، وساهم الحضور من الباحثين وأساتذة الجامعة وأرباب المعهد بالمداخلات القيمة والمعبرة تعقيباً على كلمات الأستاذ إحسان والدكتور مأمون جرار، وشاركهم هذه المرة الأستاذ سعيد أوزدالي بكلمات عن أهمية وجود جناحين لكي نطير ونتطور وننهض، وهما جناح العلوم الدينية وجناح المعارف العلمية، فتجاوب معه الحضور وعلى رأسهم صديقه د.خوجلي الذي وافق حضوره للندوة تلبية نداء الأرواح النورية الصادقة.
ثم وقّع الوفد الزائر اتفاقية للتعاون بمكتب مدير جامعة الجزيرة بين معهد إسلام المعرفة ومؤسسة إسطنبول للعلوم والثقافة، وتبادل الطرفان الهدايا التذكارية.
قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الخرطوم:
رجع الوفد مسروراً من الجزيرة عند الرابعة عصراً ليجد نفسه مُنْتَظَرًا بمأدبة غداء بدار ضيافة جامعة الخرطوم في قسم الدراسات الإسلامية، وقد تبادل الحاضرون الحديث عن رسائل النور وجهود الأستاذ ليستفاد منها عملياً في واقعنا المعاصر، كما تبادل الطرفان الهدايا التذكارية.
صباح يوم الجمعة 15 ديسمبر 2012:
في يوم الجمعة المباركة وعند الساعة العاشرة صباحاً أقامت المدرسة النورية ومركزها دعوة فطور لكثير أحباب النور على مائدة الطعام بعد أن جمع الله قلوبهم على مائدة رسائل النور الإيمانية، وقد كانت فرصة للحديث بأريحية عن الرسائل ودورها لتنعكس بشكل أفضل على حال الأمة الإسلامية، ودار نقاش مفيد وقدمت رؤى بناءة للارتقاء بعمل المركز ليصبح منارة في السودان ومدخلاً إلى كل أفريقيا.
وكان لابد من حضور خطبة الجمعة مع شيخ محب لرسائل النور وزائر دائم لتركيا ولمدارس النور، اقتضى ذلك الذهاب إلى مسجد الشهيد للاستماع إلى خطبة الجمعة مع الشيخ عبدالجليل الكاروي، وبعد الصلاة طلب الشيخ من الأستاذ إحسان قاسم أن يحدث الحضور عن بديع الزمان ورسائل النور بصحبة الدكتور مأمون جرار، وحضي كلامهما بمتابعة واهتمام الحاضرين.
مساء يوم الجمعة 15 ديسمبر 2012:
وفي مسك الختام، احتشد الجميع من كل حدب وصوب في المدرسة عند السادسة لحضور درس رسائل النور الراتب، الذي يزيده بركة حضور الأستاذ إحسان وإخوته الكرام الذين حدثوا الجميع بألسنة قلوبهم عن الأستاذ ورسائل النور وقرءوا لهم من الرسائل وشرحوا المعاني الإيمانية العظيمة فيها في تلك الساعة المباركة، وأعطوا للحاضرين فرصة ليسألوا ويتعلموا، وتمنى الحضور تكرار الزيارات لتعم البركات.
* * *